وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى إسلام آباد لترؤس وفد بلادها في الحوار الإستراتيجي الأميركي الباكستاني الذي سيبحث تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات ولا سيما المجال الأمني على صعيد مكافحة ما يسمى بالإرهاب. وتلتقي كلينتون اليوم كبار المسؤولين الباكستانيين بدءا من نظيرها شاه محمود قريشي ثم رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني والرئيس آصف علي زرداري، بالإضافة إلى العديد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين. ويبحث الطرفان في الحوار الإستراتيجي عددا من المسائل ذات الاهتمام المشترك أهمها التعاون الأمني فيما يخص الحرب في أفغانستان حيث تعول الولاياتالمتحدة على باكستان في قدرة ضبط الحدود مع أفغانستان وملاحقة المليشيات الموالية لطالبان وتنظيم القاعدة داخل أراضيها. كما يتناول الحوار مواضيع أخرى تتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية واستعداد واشنطن لدعم الحكومة الباكستانية في مجال الصحة والتعليم والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والقطاع الخاص. وتأتي زيارة كلينتون انطلاقا من قناعة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالدور الكبير الذي يمكن لباكستان أن تلعبه في أفغانستان وضرورة تصديها لمن تسميهم الجماعات المتطرفة داخل أراضيها في إشارة إلى طالبان باكستان التي تتهمها واشنطن بالوقوف وراء محاولة التفجير الفاشلة في ميدان تايمز بنيويورك في الأول من مايو الماضي. وكان ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص إلى باكستانوأفغانستان قد سبق كلينتون إلى إسلام آباد وأجرى العديد من اللقاءات مع المسؤولين الباكستانيين تمهيدا لانطلاق مباحثات الحوار الإستراتيجي بين البلدين. وأبقت وزارة الخارجية الأميركية تفاصيل زيارة كلينتون إلى باكستان طي الكتمان لأسباب أمنية في أعقاب التفجيرات الأخيرة والهجمات المسلحة التي وقعت داخل باكستان. ومن المنتظر أن تتوجه كلينتون إلى أفغانستان في العشرين من الشهر الجاري -بعد مشاركتها في مؤتمر وزراء خارجية آسيان في فيتنام غدا الاثنين- وذلك لتترأس وفد بلادها في مؤتمر الدول المانحة، الذي سيعقد في كابل من أجل وضع الخطط العملية لتخصيص المبالغ التي وعدت بها الدول المانحة في مؤتمر لندن.