الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين، وعلى آله وصحابته اجمعين. فان الله عز وجل شرف هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية، وجعلها مهبط الوحي، ومهد الرسالة النبوية، فشهدت ربوعها نزول القرآن الكريم على قلب محمد النبي الامين صلى الله عليه وسلم. فكان هذا القرآن العظيم وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم نقطة تحول عظيمة في تاريخ البشرية كلها، فقد اخرج الله بهذا القرآن الناس من ظلمات الجهل والشرك الى نور العلم والايمان، ودعا البشرية كلها الى التحرر من رق العبودية لغير الله عز وجل الى الحرية المطلقة في رحاب العبودية لله وحده لا شريك له. وقد امتن الله على هذه البلاد المباركة بأن قيض لها ولاة امر تمسكوا بهذا القرآن العظيم وعضوا عليه بالنواجذ واتخذوه دستورا للبلاد، ومنهج حياة لها، وحكموه في كل صغيرة وكبيرة من شؤون البلاد والعباد، فكان بذلك سعادة الوطن والمواطن، كما قال تعالى : (فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) واهتموا به ايما اهتمام، وانزلوه المنزلة اللائقة به، وخدموه ونشروه ودعوا الى التمسك به والاهتداء بهديه. وكان من أوجه العناية به تشجيع الشباب والناشئة ذكراناً واناثاً على تلاوته، وحفظه وتجويده ومعرفة معانيه، والتأدب بآدابه، والتخلق بأخلاقه، والعمل بهديه. وكان من وسائل تشجيعهم وحثهم على ذلك اقامة المسابقات المتنوعة، ورصد الجوائز السخية، ومكافأة الفائزين والاحتفاء بهم. ومن هذه المسابقات المتميزة : المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز للبنين والبنات، التي دخلت دورتها الثانية عشرة، تحت رعاية وعناية شخصية من أمير الخير والعطاء، وفارس الاحسان والنماء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض، الذي عرف بحبه العظيم لكتاب الله تعالى وتعلقه بتلاوته وترتيله، نتيجة للتربية الصالحة التي رباها عليه والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله فلا عجب اذاً ان نرى منه هذه الحفاوة البالغة والاهتمام النادر بالقرآن الكريم وتشجيع الناشئة على الاقبال عليه حفظاً وتلاوة وتدبراً. اسأل الله ان يجزل لسموه الكريم الاجر والمثوبة، وان يجعله من اهل القرآن وخاصته.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.