الدعوة التي وجهتها اللجنة الرباعية المعنية بالسلام في المنطقة إلى إسرائيل بضرورة وقف الاستيطان تتناغم مع الموقف الأمريكي الذي عبرت عنه كلينتون ونائب الرئيس الأمريكي والرئيس الأمريكي نفسه كما يتناغم مع الموقف الأوروبي المعروف والذي سبق الإعلان عنه في مناسبات عدة. إذن هناك رغبة دولية متكاملة من أجل وقف الاستيطان وما ذلك الا لأن الاستيطان يمثل العامل الرئيسي للاستفزاز .. حيث إن اسرائيل لم تكتف بالاستيطان في الضفة الغربية بل أعلنت المضي في خطة كاملة للتوسع الاستيطاني في القدسالمحتلة بأكثر من 1600 منزل. وقد استشاطت أمريكا غضباً لأن خطة الاستيطان في القدس أعلنت في حضور نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الذي زار إسرائيل مؤخراً ومنها انتقل إلى الضفة الغربية حيث التقى رئيس السلطة الفلسطينية. ورغم ان الغضب الأمريكي كان في الأساس احتجاجاً على الإهانة لأمريكا الا أنه بدأ يتبلور من أجل ايجاد موقف ضاغط ضد الاستيطان .. وكتعضيد لهذا الموقف الأمريكي جاء موقف اللجنة الرباعية بدعوة إسرائيل لوقف الاستيطان وهذه الدعوة لها أهميتها لأن اللجنة الرباعية هي المعنية بارساء السلام وعليها أن تتبع هذه الدعوة بمواقف ايجابية حتى تشعر إسرائيل انه لابد لها من وقف الاستيطان من أجل دفع عملية السلام ومن أجل احترام الموقف العالمي .. ومن غير خطوات ايجابية بشأن الاستيطان فستظل العملية السلمية في جمود قد يتفجر في توتر جديد لن تقف تداعياته في حدود المنطقة فحسب.