أشار الشيخ عبد المقصود خوجه في الحفل الذي استضافت فيه (الاثنينية) صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، إلى أن الرصيد الذي نتكئ عليه من آثار الحضارات التي عمرت هذا الوطن المعطاء تمتد لأكثر من خمسة آلاف عام..فهي في قامة تستحق مظلة متخصصة، لذا صدر قرار مجلس الوزراء رقم (9) بتاريخ 12/1/1421ه بإنشاء الهيئة العامة للسياحة، ثم أسند إليها (وكالة الآثار) بموجب قرار مجلس الوزراء رقم أ/2 وتاريخ 28/2/1424ه ، فتم حتى الآن اكتشاف وتوثيق أكثر من أربعة آلاف موقع أثري بالمملكة، بالإضافة إلى آلاف القطع المحفوظة بالمستودعات.. والجدير بالذكر أن عام 1429ه/ 2008م، شهد إعلان منظمة الأممالمتحدة للعلوم والتربية والثقافة (مدائن صالح) موقع تراث عالمي، وبذلك يصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي، وهو إنجاز يستحق الإشادة والتقدير، ونتطلع إلى مزيد من الأوسمة التي تزين صدر الهيئة العامة للسياحة والآثار نهوضاً بهذا الجانب المهم لأن الآثار في النهاية هي التوثيق الدقيق للتاريخ. وقال الأمير سلطان بن سلمان بأن السعودية تدعى كل يوم لتكون حاضرة لقضايا مستقبلية لبناء هذا الإنسان، لذلك يجب أن نعطي انطباعا خاصا لتراثنا الوطني الكبير الذي اندثر جزء كبير منه بسبب الاهمال أو التعدي أو بسبب تقادم الزمن ،إننا نعطي هذا البعد أهمية خاصة في هذا الزمن لأننا يجب أن نظهر للدنيا بأسرها أن السعودية ليست بلدا طارئا على التاريخ ولا متطفلة على المستقبل ، كما ابشر الشيخ عبد المقصود بأنه أمنيته أن يزور طلاب المدارس المتاحف أن هذه الأمنية قد تحققت ، وليست هي المفتاح، وأن الأمير فيصل بن عبد الله مهتم بذلك فهو عالم آثار زار مواقع اثرية في المملكة أكثر مما زرت ، واتفقنا بالكامل مع وزارته بتوقيع اتفاق بتطوير شامل للمفهوم الكامل للأجيال القادمة من الطلاب عن الآثار والمتاحف وأهميتها، بحيث لا ننجز، نريد اخراج الاثار من حفرة الآثار، نريد أن تكون الآثار الوطنية معلومة وسهلة المعرفة ومفتوحة ومنظمة وملكاً لكل مواطن وليست ملكاً لجامعة الملك سعود وغيرها من المؤسسات أو لعلماء آثار فقط، تطوير الاثار من منظور اظهار بعدنا الرابع البعد الحضاري وهو أمر ضروري وليس ترفيهيا، ويتم ابرازه بشكل قوي وحاضر قبل أن يكون دوليا أن يكون محليا، فالمواطن السعودي يعرف اثار بلاده اقل من الأجنبي، نستعين بإخواننا من بلاد اخرى يعملون معنا والطريف أنهم يعرفون بلادنا أكثر مما يعرفه المواطنون ، وكثير من الأجانب الذين كانوا يعملون في هذا البلاد. أكبر ثروة في هذا البلد هو المواطن وهؤلاء الأجانب أشادوا بعاداتنا وتقاليدنا وأعجبوا بالإنسان السعودي ، وعاشوا فترة من الزمن بيننا ، لذا لابد لنا أن نعمل على اعادة الاعتبار لتراثنا الوطني ولا يجب أن ينظر إليه كفكرة جيدة فقط، ولكن الواقع أمر خطير في غاية الأهمية لا يغفره التاريخ لو تركنا هذه الآثار مكشوفة ان تنهب، اليوم ونحن مقصورن في هذا وما زلنا مقصرين، وتركنا مواقع أخذت آثارها ووضعت تحت الأرض في متاحف هنا وهناك مكشوفة للتعرية، زرت موقعا اثريا مهما قبل أن أكون مسئولا عن الاثار فقد أدمعت عيني لما آل إليه الحال، أنا أتاثر عندما أرى دولة مثل مصر وهي دولة عظيمة تستحق التقدير بموارد محدودة وهي تحدث هذه النقلات العظيمة في آثارها ، فلذلك انطلقتا بالخطة الوطنية والدولة دعمتها وستظل تقدم لها الدعم ، خطة احداث نقلات في نظرة الناس للآثار والاعتراف بها واحتضانها ، ثانيا نريد أن نستعيد ما اندثر من آثار فنحن اليوم نعمل في مشاريع كبيرة جدا وبأقل الموارد المالية .. ونحن مقصرون في الهيئة من الناحية الاعلامية، كما بدأنا في انشاء جمعيات تعاونية للمحافظة على التراث واعادة بنائه وتطويرها وجعلها مصدر رزق لهم ، لتكون بديلا مهما لانحسار الزراعة ، ننظر إلى إحداث نقلات في المتاحف ، ليست فقط مجرد مبنى، والكثير من متاحفنا مبان حديثة لا تعرف مع احترامي لمن صممها، سوف نقدم هذا العام ثمانية متاحف بحيث تبني بطريقة مختلفة تماما وكوادرها من المحليين والمدارس تتعاون معنا ، نحدث نقة في المتحف الوطني، ليماثل المتاحف الدولية التي نتعامل معها كل يوما وهو يقول لي إن بلادكم كلها متحاف ولديكم من الآثار ما يبهر العالم ، ونريد أن نغير نظرة العالم لنا وتعرفون أننا إلى اليوم لم نخرج بعمل متحفي متكامل خارج بلادنا هذا الصيف بطلب من شيراك سوف يتم افتتاح أول معرض مهم عن الكنوز الأثرية في السعودية في اللوفر بداية يوليو القادم . وحسم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان – رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار عندما أوضح أن مسمى جدة التاريخية هي الأفضل وأضاف كنا نحارب من أجل أن لا تضيع جدة التاريخية . ولكن ما زال هناك تباطؤ لما نريده لجدة جاء ذلك في معرض حديث سموه عن الآثار العمرانية باثنينية عبد المقصود خوجة ،ووصف سموه العمل في الآثار بقوله عملنا في التراث هو عمل تعاوني وتشاركي وقال إنه وجه لمعرفة المعارضين لتطوير الآثار حتى لا يكون هناك انغلاق عن الآخرين . وأزاح سموه كل الحواجز عندما قال:اجلس معكم الليلة كمواطن وليس كموظف في الدولة،وأفصح سموه عن خطط ومشاريع الهيئة ومنها: إنشاء عدد من المتاحف في العام القادم وإحداث نقلة نوعية في المتحف الوطني ليماثل المتاحف الدولية وإيقاف التعدي على الآثار الإسلامية ومنها المساجد والعمل على مشروع القرى التراثية والعمل على منظومة من المتاحف في القصور المملوكة للدولة والعمل على تأسيس شركة مع القطاع الخاص لتطوير الفنادق التراثية . وتطرق سموه بعد ذلك عبر حواره مع الحضور إلى ثقافة المحافظة على التراث والتواصل مع الهيئة حيث اعترف سموه بالتقصير في التواصل الإعلامي وأشاد بدور بعض الرموز الوطنية في الحفاظ على التراث ومنهم د. ناصر الحارثي رحمه الله وتعهد سموه بنشر كتبه . عبد المقصود خوجة أشاد في كلمته بسموه في مجال السياحة والآثار والأعمال الخيرية وقال أنه هو فرع من دوحة سلمان الباسقة وستقف معه الاثنينية كما ستخصص زاوية لبناتنا وأبنائنا المعوقين أسوة بالصم والبكم الذين يحضرون أمسيات الاثنينية منذ أمد . وأضاف خوجة أن الآثار تشكل عنوانا بارزا لحضارة الأمم لذا نجد الدول التي تأسست حديثا تسعى دائما في الحصول على آثار . وأشاد خوجة بإنشاء الهيئة العامة للسياحة والتي أسند إليها وكالة الآثار والتي اكتشفت أكثر من اربعة آلاف موقع أثري بالمملكة بالإضافة إلى آلاف القطع المحفوظة بالمستودعات . وتحدث خوجة عن آثارنا الإسلامية الفريدة التي لا ينازعنا فيها أحد .وأبدى انشراحه حيث بدأت الوفود السياحية تنساب في الوطن وتمنى من وزارة التربية والتعليم ترتيب عمل زيارات الطلاب للآثار وذلك ترسيخا لانتمائهم لهذه الأرض .