أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الدكتور اسامة بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس (في معرض البيان للمسئولية الواجبة المتعينة على كل فرد في المجتمع المسلم جاء ذكر الرجل والمرأة ضمن أصحاب المسئوليات التي لامناص لأهلها من القيام بها والإتيان بها على وجهها ورعايتها حق رعايتها وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راعٍ في أهل بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته) . وأضاف فضيلته يقول (أما رعاية الرجل لأهل بيته فيعبر عنها ويصورها قيامه بكل ما يصلح أمر دينهم ودنياهم وما يتحقق به الفوز والسعادة في العاجلة والفلاح والنجاة في الآجلة وصلاح الدين يقتضي منه تقويمهم وتهذيبهم وتعليمهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر والأخذ على أيديهم إذا انحرفوا عن الجادة وتنكبوا السبيل وحادوا عن الصراط ومن أعظم ذلك مكانا وأشده تأكدا أمرهم بالصلاة إذ لا يستقيم لدى أرباب العقول السليمة أن يأمرهم بالصلاة ويعرض عن تعهدهم بكل مايصلح به حالهم وتستقيم به حياتهم ويطيب به عيشهم ليصونهم بذلك من التعثر في المسالك ويحفظهم من التعرض لأسباب الفشل والتردي في مهابط الشرور ودركات الرذائل وحتى يقيهم في الآجلة من عاقبة ضلال السعي وسوء العاقبة وقبح المصير كما قال سبحانه (يأيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون). وتساءل فضيلته قائلا (كيف يهنأ الوالد بعيش أو يطيب له مقام وهذا الوعيد الصارخ يدوي في سمعه وهذا المآل الوبيل والعاقبة الأليمة تتهدد أولاده حين يترك حبلهم على غاربهم يصنعون مايشاؤون دون وازع أو رادع ويصحبون من يريدون دون تحر أو تمحيص ويقطعون أوقاتهم ويمضون الساعات الطوال في غرف مغلقة عليهم لايدرى أي مواقع في شبكة الانترنت يدخلون ولايعلم من من الناس يحادثون عبر ما يسمى غرف المحادثة ولا في أي حديث يخوضون ولاتعرف المقاطع او الصور او المشاهد التي يرسلون او يستقبلون في هواتفهم النقالة عبر مايسمى بخدمة البلوتوث إمعانا منه في التدليل والرضوخ لرغبات الأولاد الجامحة ومطالبهم الطائشة او أخذا وسلوكا لسبيل الحرية المنفردة وغير المسئولة والبعيدة عن كل متابعة ومراقبة حكيمة واعية متزنة ). وأشار فضيلته إلى أن ذلك ليس نهج أولي النهى ولامسلك أولي الألباب الذين يقدرون مسئوليتهم حق قدرها امام الله ربهم حيث قصر ذلك الراعي في المسئولية التي حمله اياها وابتغى العوج في سبيل الله بما جنته ايدي اولاده فيأخذه الله بجريرة اعماله ولا يظلم ربك احدا . وقال فضيلته إمام وخطيب المسجد الحرام (ثم أمام مجتمعه الذي هو احد أفراده ومن واجبه أن يسهم في بنائه بأولاد يقوى وينهض بهم لا أن يكونوا فيه معول هدم وعامل نقص وسبب تأ خر وتدمير أما مسئولية المرأة التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها فهي الحفاظ على بيت زوجها وولدها بكل معنى من معاني المحافظة وفي الطليعة من ذلك إحسان تربية الأبناء وكمال الحرص على تنشئتهم على كل خير في الأقوال والأفعال وعدم التستر عليهم لو جانبوا الهدى واتبعوا الهوى بل من واجبها أن تصونهم عن الرزايا والمهلكات وتكبح جماح نفوسهم وان تشعر من يلي امرهم أو من ترجو عونه بما تراه من نزوات أو تجاوزات حتى يكون في الإمكان تدارك مافرط ومعالجة مافسد وإعادته إلى الجادة بكل طريق مشروع حتى لو تضمن شيئا من الشدة لأنها من الحزم الذي يرجى به حسن العاقبة باستقامة الحال وطيب المآل) . وأوضح فضيلته إن كل أولئك مما يرجع على الوالدين أثره بذكر معروفهما وحسن صنيعهما وقت بلوغ الولد طور النضوج بالدعاء لهما بما وجه سبحانه بقوله (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) لافتا النظر إلى انه لو بذل الوالدان مافي وسعهما من تقويم فأخلصا العمل وأحسنا التهذيب وصبرا على العنت ثم غلبت على الولد شقوته فاتبع هواه ومضى في طريق الضياع ومسالك الخسران فلا تثريب عليهما ولا ملامة تلحقهما ولهما مع ذلك في نبي الله نوح عليه السلام أجمل العزاء فيما كان له مع ابنه حين أمره بالركوب معه في سفينة النجاة لكنه أجابه بما قص الله علينا خبره بقوله (قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لاعاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) وأوصى فضيلته المسلمين بالقيام بمسئولياتهم التي أسندت إليهم وحذرهم من تضييع من استرعاهم الله امره من أهليهم وأولادهم فإنها أمانة نسأل عنها جميعا حين نلقاه. وساق فضيلته حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (إن في الجمعة لساعة لايوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها) ، (داعيا المسلمين لاغتنام فرصة هذه الساعة في هذا اليوم المبارك لنسأل الله من خيري الدنيا والآخرة ومن ذلك سؤاله سبحانه صلاح الأولاد فانه من مقتضيات المسئولية عنهم ومن لوازم الرعاية لهم والعناية بهم ).