ألمح وزراء الخارجية العرب إلى أن بلدانهم قد تتخذ مواقف مختلفة من عملية السلام مع إسرائيل تشمل المبادرة العربية، وذلك في ضوء استمرار التعنت الإسرائيلي في المفاوضات مع الفلسطينيين. فقد أكد وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في ختام الاجتماع الطارئ الذي عقدته لجنة المبادرة العربية للسلام الخميس في مقر الجامعة بالقاهرة، أنه بات من الصعب جدا استمرار عملية السلام بشكلها الراهن.وأعلن الوزير القطري -الذي تترأس بلاده لجنة المبادرة العربية للسلام- في مؤتمر صحفي مشترك مع موسى أن مبادرة السلام العربية لن تبقى على الطاولة للأبد.بيد أن حمد بن جاسم شدد في الوقت ذاته على أن بقاء مبادرة السلام أو عدم بقائها يحتاج إلى قرار من القمة العربية، ملمحا إلى أن بقاء التطورات على حالها يعني احتمال اللجوء إلى بدائل أخرى طالما أن السلام يبقى خيارا إستراتيجيا متفقا عليه عربيا.من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن العرب لن يعودوا إلى طاولة المفاوضات من أجل التفاوض فقط، مؤكدا أن الموقف العربي أصبح ثابتا سواء فيما يتعلق بالمفاوضات أو الوصول إلى قضايا الوضع النهائي، وأن الاستمرار في المفاوضات دون شروط -كما يطالب الإسرائيليون- أمر مرفوض.وأضاف موسى أن الجانب العربي يطالب بتحديد إطار زمني واضح لمفاوضات السلام التي يجب أن تفضي إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 67 وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.وأصدرت اللجنة في ختام اجتماعها الطارئ بيانا طلبت فيه من قطر -بوصفها رئيسة القمة العربية- والأمين العام للجامعة متابعة ما تم التوصل إليه في الاجتماع، وكلفت موسى بإجراء الاتصالات اللازمة لتحديد موعد اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري للنظر في تلك التوصيات السابقة. وكانت اللجنة قد استمعت خلال اجتماعها لتقرير من رئيس الوفد الفلسطيني رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات وتقرير من موسى بشأن تطورات الصراع العربي الإسرائيلي.وفي هذا السياق، أكد عريقات في مؤتمر صحفي أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن عدم التمكن من استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها. وكشف عريقات أن اللجنة اتخذت قرارا برفع توصية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية للطلب من مجلس الأمن الدولي استصدار قرار بالاعتراف وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967 -وعاصمتها القدس- ورفض استمرار النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية، وأي أفكار تتعلق بحلول مرحلية وأولها مقترح الدولة ذات الحدود المؤقتة.وأضاف عريقات أنه قدم أمام اجتماع لجنة المبادرة العربية -الذي تم بناء على طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس- شرحا وافيا عن محادثات الجانب الفلسطيني مع الولاياتالمتحدة، وعن الرفض الإسرائيلي لوقف النشاطات الاستيطانية بما فيه النمو الطبيعي، أو استئناف مفاوضات الحل النهائي من النقطة التي توقفت عندها.