برعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت افتتح أمس بالكويت أعمال مؤتمر (السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين) الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي ممثلة بالملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي. وقد بدئ الحفل الذي أقيم بفندق شيراتون الكويت بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم افتتح معالي نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت المستشار راشد بن عبدالمحسن الحماد المؤتمر بكلمة أوضح فيها أن تنظيم هذا المؤتمر يمثل رغبة صادقة في الالتفات بقوة الى كوكبة الإسلام الأولى التي حملت الدين عند مشارقه وتؤكد أهمية تخوفات محاصرة من سوء الفهم وإنقلاب الرؤى تجاه حملة الدين عند مغاربه . ولفت الى أن القرآن الكريم كان حريصا كل الحرص على الربط بين الصف الاول من المؤمنين السابقين بعصرهم وصدقهم والمتقدمين بجهادهم وفهمهم وبين اللاحقين من المؤمنين الراغبين في اتباع الصفوة المختارة واقتفاء أثرها . وأكد أن الحاجة ماسة اليوم لتوضيح صورة أولئك السابقين الأولين وأن ملف السيرة النبوية والصحابة الكرام وآل البيت النجباء من أهم ملفات الحياة أثرا وأبعدها غورا وأشدها حاجة الى تكرار النظر وترداده في كل مناسبة ومحفل . وعبر عن شكره للجان التحضيرية واللجان التنفيذية للمؤتمر متمنيا لهم التوفيق والسداد . بعد ذلك القى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة رفع فيها اسمى الشكر والتقدير لسمو أمير دولة الكويت لرعايته لنشاطات هذا المؤتمر وقال (إن العالم الإسلامي الذي نعتز بالانتساب إليه ونحرص على إسعاده والسعادة به قد دخل معظم شعوبه في دين الاسلام على ايدي الخلفاء الراشدين ومن جاء بعدهم من حكام المسلمين الذين حرصوا على إقامة دولة الإسلام والاستمرار بدعوته لتصل الى أمم العالم في كل مكان وتعم الاجيال المتعاقبة في أحقاب الزمان). وبين معاليه أن الحديث عن الصحابة حديث عن جيل فريد وعن قوم اثنى الله عليهم في غير ما آية من كتابه الكريم مستشهدا في هذا الصدد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصفيه . ورأى معاليه أن الصحابه طراز فريد في الأمة قاطبة وقدوة صالحة لمن جاء بعدهم من التابعين ومن بعدهم ولن تستطيع الأمة أن تخرج جيلا أهدى سبيلا ولا أقوم على الاسلام من جيلهم فهم الجسد الواصل بين الامة وبين مصدر شريعتها وهم الذين حفظوا سنة النبي صلى عليه وسلم في الأقوال والأفعال والاحوال حتى أدوها الى من جاء بعدهم بأمانة وصيانة . وأبرز معاليه الموقف الذي ينبغي أن يدين به المسلم حيال الصحابة الكرام وهو محبتهم دون إفراط ولا تفريط وأن لا يذكره إلا بأحسن ذكر وتمحيص الاخبار المروية في شأن ما وقع بينهم وتمييز الاصيل منها الذي رواه الثقات من المحدثين والمؤرخين من الدخيل الذي الصقه الواضعون المغرضون بسيرتهم ظلما وعدوانا وكذلك الأمر بالنسبة لآل بيته نحبهم وننزلهم المكانة اللائقة لهم دون مغالاة ولا تفريط . وأكد معاليه أن العقلاء من المسلمين يدركون حجم التحديات التي تواجهها الأمة الاسلامية مشددا على ضرورة العمل على توحيد الصلة بين مختلف أبناء الامة على اسس من الروابط المشتركة التي تجمعهم تحت مظلة الاسلام وتستدعي التعاون بينهم في مختلف المجالات والابتعاد عن أي خلاف يستند الى وقائع تاريخية لم يعد لها تأثير إيجابي في خدمة قضايا المسلمين وأداء رسالتهم في العصر الحاضر وأن الاحترام الشامل للسلف الصالح خطوة أساسية في لم الشمل ووحدة الكلمة للتعاون على البر والتقوى . عقب ذلك القى وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بدولة الكويت الدكتور عادل عبدالله الفلاح كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر ، مشيرا الى أن للسابقين الاولين في صدر الاسلام سيرة عطرة ومواقف نبيلة وقصص خالدة وروايات في الحديث وأقوالا في التفسير وآراء في الفقه وإضاءات في الحياة . وحث على نشر تلك السير وشرحها وإبرازها وحفظها وصيانتها . وفي نهاية الحفل قام معالي الامين العام للرابطة بتكريم عدد من الجهات الداعمة لنشاطات المؤتمر وتجول معاليه في المعرض المعد بهذه المناسبة الذي احتوى على عدد من الكتب التي تهتم بالسيرة النبوية وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .