استضاف النادي السعودي في لندن ضمن نشاطاته الثقافية لهذا الشهر مستشار جريدة الحياة والكاتب الصحفي المعروف جهاد الخازن، وتحدث الخازن عن بداياته في الصحافة عندما عمل في سن مبكرة مع وكالة رويترز مترجما ثم محررا ثم أصبح في سن الثالثة والعشرين رئيس نوبة للوكالة عن أخبار الشرق الأوسط ما عدا القاهرة التي يشرف على أخبارها من لندن. وتوقع الخازن قرب نهاية الصحافة الورقية لصالح الصحافة الإلكترونية في الغرب ثم الدول العربية، ولذلك استغرب ظهور صحف جديدة في البلدان التي زارها كدول الخليج والمغرب رغم قلة الجدوى الاقتصادية ورغم أن الصحافة الورقية في الغرب تعاني من عدم وجود إعلانات وقراء، وانتقد الخازن قلة الوعي بأهمية التكنولوجيا وعدم الاتعاظ من ظاهرة إفلاس صحف عريقة في دولة كالولايات المتحدةالأمريكية، وتوقع أن يتغير وجه الصحافة خلال خمس أو ست سنوات، وألمح إلى أن ذلك قد يكون مفيدا لصالح الحريات الصحفية فالرقيب لن يكون بإمكانه ضبط ورقابة المدونات والإنترنت في كل بلد. وتحدث الخازن عن نقص الحريات في الصحافة العربية ملمحا إلى أن الرقابة الذاتية أصبحت أسوأ من الرقابة المعروفة لأن الصحافيين يعلمون حدود الرقابة فيضعون حدودا أخرى لأنفسهم، ورغم ذلك ما يصل إلى الرقيب قد يمنع الجريدة أحيانا من التوزيع، وذكر أن هناك مشكلة أخرى في اختلاف أسباب المنع ، فكل بلد لديه اهتماماته الذاتية التي تختلف من بلد إلى بلد، وأضاف أنه عندما كان رئيسا لتحرير جريدة الحياة قبل عشر سنوات كان أكثر بلد منعت فيه الجريدة هو تونس. وعد الخازن مهنة الصحافة مسلية ومثيرة جدا رغم عوائدها المالية القليلة على الصحفي، وأوضح أنها تتمتع بنفوذ كبير قد يفوق نفوذ من هم في مناصب قيادية ومواقع مهمة فالصحفي بحكم وظيفته يستطيع مقابلة رؤساء دول ووزراء ورجال أعمال كبار، وقال بأن الصحافي المعروف المخضرم قد يتجاوز نفوذه الوزراء، وألمح الخازن إلى أن الصحافة العربية لا يمكن أن تكون سلطة رابعة في الدول العربية، وأضاف بأن الوضع تغير قليلا فالفضائيات التي يشتكي منها الجميع رفعت سقف الحرية للجميع ليس لأن الرقيب رشد أو عقل ولكن لعدم القدرة على السيطرة عليها، فما كان يمنع نشره من 20 سنة زال نصفه الآن. والآن لم تعد هناك حاجة لمثل ما كان يقوم به في أوائل التسعينات من وضع قائمة أسبوعية بأسماء الدول العربية وبأيام المنع فيها، فالمنع قل كثيرا للسبب السابق ولممارسة الرقابة الذاتية من قبل الجريدة لأن الخبر الذي قد تمنع الجريدة من أجله قد يكلف مئات الآلاف من الدورات من المعلنين الذي يستهدفون الدولة التي منع التوزيع فيها، لذلك فإن قرار نشر الخبر من عدمه مهم بعد الموازنة بين مصلحة الجريدة وبين الخسائر المادية المحتملة، وأحيانا يكون الخبر مهم جدا مما يستوجب نشره رغم المحاذير. وذكر الخازن أن من شروط النجاح في الصحافة حب المهنة والجهد والمثابرة والأخلاق الحسنة، ووجهت لولوة شلهوب للخازن سؤالا عن مدى توقعه لارتفاع سقف الحرية في الصحافة الإلكترونية فأجاب الخازن بتوقعه ارتفاع سقف الحرية في تلك الصحف ليس لارتفاع سقف الديمقراطية في البلدان ولكن لصعوبة ضبط الوضع والرقابة على المواقع الانترنتية، وذكر أن الصحافة الإلكترونية سترفع سقف الحرية كما رفعته الفضائيات في حينها. وفي رد على سؤال الدكتور علي خورشيد ذكر الخازن أن تحديد الحرية هو من اختصاص القانون الذي يجب أن يكون للجميع وأن يحمي الجميع.