مسلسل متى سينتهي؟ أو لم ينته .. هروب الخادمات من المنازل أصبح ظاهرة لا يوجد منزل لم يتعرض بعد كل خسائر الاستقدام إلى هروب الخادمات والسؤال المحير هو مسؤولية من هروب الخادمات؟؟ اتصلت بي العديد من سيدات المجتمع والزميلات يطلبن مني الكتابة حول هذا الموضوع وسؤالهن الملح الدائم وأضم صوتي اليهن أين تذهب كل هذه العمالة حين تهرب؟ حتى وقتنا الحالي لم تستعد أسرة خادمتها التي هربت ، والقناعة التي أصبحت موجودة لدى أفراد المجتمع أن التبليغ ما هو إلا حماية للكفيل من مساءلة تنتج عن خطأ خادمة هاربة لم يبلغ عنها في حينه فتلبسه تهمة هو بعيد عنها. من أحدث القصص التي سمعتها اتصلت بي سيدة تقول (يا عزيزتي أوصلي صوتنا للمسؤولين وحين تسألين عن المصدر هذا اسمي ورقم هاتفي وبطاقتي أخبري باسمي كاملاً لأن ما حدث معي لا يقبله ولاة الأمر والمسؤولون. يا عزيزتي قبل ثلاثة أسابيع هربت خادمة من منزلنا ، ولا تتخيلين متى هربت ليس في الليل ولا نحن نائمون بل هربت والبيت مليء بالضيوف فجأة نبحث عنها فلا نجدها ونكتشف من الخادمة الأخرى أنها كانت تخطط للهرب ، وتم العمل الروتيني والتبليغ عنها ، بعدها بأسبوعين هربت الأخرى بنفس الطريقة ليلة الجمعة الليلة التي يتجمع فيها أفراد الأسرة ، ولشدة ما أزعجنا الأمر ذهب أخي للتبليغ وهو مستاء فأجابه المسؤول في قسم البلاغات بطريقة استفزازية. وكان لدي رقم جوال الخادمة ، والذي رحمة مني وشفقة عليهم أتركه معهم ليتصلوا بذويهم فهم يظلون غرباء في بلدنا وجعلت خادمة أختي تكلمها وتسألها عن سبب هروبها فأخبرتها أنها في جدة وهي مع الخادمة السابقة وتريدان أن تبحثا عن عمل آخر مثل أصدقائهم ، اتصلت أنا شخصياً بمركز شرطة (......) وأخبرتهم أني أملك هاتف الخادمة وهي تجيب عليه فكيف يمكنهم مساعدتنا بالتقنية الحديثة للوصول إليهما والقبض عليهما توقعت تجاوباً أو حتى توجيهاً جيداً لكن للأسف لم أجد. إن قضايا هروب العمالة المنزلية من خادمات وسائقين أصبح منتشراً بصورة غير عادية ، وتكراره وانفلاته دليل أن هناك قصوراً ، وحين يكتب في الصحف اليومية عن القبض على بعض المتخلفين لماذا لا يتم استدعاء أصحاب البلاغات ليتعرفوا على المقبوض عليهم ومن ثمة تؤخذ لهم البصمة ويعمل لهم خروج نهائي فلا يعودون للبلاد مرة أخرى ، إن العمالة الوافدة وحسب احصاءات الجريمة تمثل النسبة الأعلى في الجرائم ، وجرائم الدعارة أغلبها تكون من هذه الفئة والهاربات من منازل مكفوليهم ، والسؤال الدائم هل يعقل أنه على مدار عشرين سنة من استخدام المملكة لنظام العمالة الخارجية لم يتم التوصل حتى الآن لآلية يمكن من خلالها السيطرة على هذه المشكلة؟ سؤال أضعه أمام المسؤولين في الجوازات والأمن والأجهزة المباشرة لمثل هذه القضايا.