هزات العيص أرجو ألا تمر على مجتمعنا وأفراده بسهولة وبسرعة لأن مشكلتنا أننا نتعامل مع الحدث بشدة وقوة حالة وقوعه.. ثم ننسى بسهولة وبسرعة ما حدث حتى لو كان بسيطا خاصة المناطق والقرى والمدن التي تكون عرضة لهزات قادمة قد لا تستشعرها الأجهزة ولا تنذر بها مسبقاً حتى تتمكن من أخذ الحيطة والحذر وتقوم بما يجب أن تقوم به قبل حدوث أي هزة أخرى لأن الهزات الأرضية هي حدث جيولوجي علمي مثبت ولا جدال في ذلك وهناك أجهزة حديثة متطورة تراقب على مدار الساعة كل ما يحدث في باطن الأرض من حركات ولكن لا ننسى أنها قدرت بقدرة خالق عليم لا تقوى الأجهزة لدينا وخبرات العلماء والخبراء على إدراك كنهها فهو القادرعلى أن يقول للشيء كن فيكون دون سابق إنذار أو مؤشرات تجعلنا نتعامل معها مسبقاً ونتفادى أضرار حدوثها إن كانت أضرار حدوثها أضراراً في الأرواح أو الممتلكات لا قدر الله. يوم السبت 14/5/1430ه شهدت قرى العيص (260) كيلو متراً غربي المدينةالمنورة أقوى هزتين أرضيتين منذ بدء تصاعد النشاط الزلزالي في الأسبوعين الماضيين إذ سجل مقياس ريختر هزة بقوة (3.7) درجة فجراً وأخرى بقوة (3.82) درجة عصراً حتى إن المديرية للدفاع المدني ألغت إجازات منسوبيها على مختلف رتبهم لكي تكون على أعلى جاهزية لأي طارئ ورغم الاهتمام والتجهيزات والمعدات والكاميرات المخصصة للرصد إلا أنني أعود وأقول أنها قوة إلاهية لا يعلم بلحظة حدوثها مخلوق على وجه الأرض لأنها سر من أسرار الخالق العظيم يحدثها متى شاء وكيف شاء والمؤسف أن بعض السكان قد يمتنعون عن الخروج من منازلهم واللجوء إلى المواقع المجهزة من قبل الدولة حفاظاً على أرواحهم وهؤلاء يجب أن نتعامل معهم ومع غيرهم بطريقة تحيطهم بخطورة ما هم مصممون عليه وذلك بأن نكثف التوعية عبر كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والشرح لهم بأن الامتناع عن خروجهم من دورهم سيكلفهم أرواحهم وأرواح أبنائهم وهو خطر وتهلكة يرمون بأنفسهم إليها دون علم منهم بخطورة موقفهم. لذا أرجو من قنواتنا الفضائية الرسمية أن تقوم بين الحين والآخر بعرض أفلام وثائقية عن الزلازل والتصدعات الأرضية من كوارث وأن تكون هناك محاضرات في المساجد والمدارس وخاصة تلك التي تقع داخل المناطق التي تكون عرضة لهزات قادمة لا يعلم حدوثها ولا وقوعها ولا قوتها إلا رب السماء سبحانه وتعالى.. والدور كبير يقع على عاتق أبناء الأسر المثقفين المتعلمين بأن يقوموا بدورهم وشرح خطورة الأضرار والتمسك بالبقاء في المنازل وخاصة لكبار السن الذين يرفضون الامتثال للطلبات الموجهة لهم من قبل الأجهزة المدنية للإخلاء في حالة وقوع كارثة قادمة لا قدر الله . كما أرى أن يقوم التلفزيون باستقطاب الشخصيات العلمية والدينية المحبب سماع حديثهم من قبل الناس واستضافتهم لشرح خطورة هذه الظاهرة الكونية. أنا لا أهول مما حدث أو ما سيحدث ولكن أخذ الحيطة والحذر والشرح المسبق والإيضاح حتى في خطب الجمعة مهم جداً لإيصال المعلومة لكل أذن تعي ما يحدث حولها ويبقى الرحمن الرحيم هو العالم بأحوال عباده وضعفهم ومقدرتهم العقلية لفهم مثل هذه الظواهر التي هي من علمه سبحانه وتعالى وسر من أسراره ثم هي بلا شك ظاهرة طبيعية لها دراساتها ومدلولات حدوثها والله يحفظ هذه البلاد من كل مكروه.