نشرت مؤسسة أميركية صورا لعملية إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي وسط تأكيدات أن التجربة كانت فاشلة في إيصال قمر صناعي إلى الفضاء لكنها تعكس تطورا جديدا في صناعة الصورايخ، في حين أشارت الأنباء إلى استعداد واشنطن لقبول قرار من مجلس الأمن لا يرتقي إلى الموقف الياباني المتشدد. فقد نشر المعهد الأميركي للعلوم والأمن الدولي اليوم الثلاثاء صورا التقطتها الأقمار الصناعية لعملية إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي الأحد الماضي تظهر الدخان المنبعث. وشرارات اللهب الناجمة عن احتراق الوقود الدافع. ووفقا للمصدر الأميركي، التقطت الصور على بعد بضعة كيلومترات من موقع الإطلاق في منطقة موسدون ري على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية. في الأثناء قالت مصادر استخبارية إقليمية إن عملية إطلاق الصاروخ الفاشلة أثبتت القدرات العسكرية المحدودة للجيش الكوري الشمالي لا سيما على صعيد أنظمة الرادار القادرة على تعقب الصاروخ فضلا عن وقوع حوادث عسكرية رافقت عملية الإطلاق. فقد نقلت وسائل كورية جنوبية عن مصدر أمني قوله إن بيونغ يانغ وإن نجحت في إطلاق الصاروخ فإنها فشلت في تعقبه وتحديد مساره حتى إنها لم تحدد موقع سقوطه في المحيط الهادئ. وأضاف المصدر أن السفينة الحربية الكورية الشمالية التي أرسلت إلى المحيط الهادئ لتحديد موقع حطام الصاروخ لم تكمل مهمتها بسبب أعطال فنية، كما أن طائرة مقاتلة من طراز ميغ 21 -كانت مكلفة بحماية موقع الإطلاق- تحطمت هي الأخرى بسبب أعطال فنية ناجمة عن سوء الصيانة. وأشارت مصادر أمنية غربية إلى أن التجربة نفسها كانت فاشلة بسبب عدم انفصال الجزء الثاني والثالث من الصارخ ما أدى إلى تحطمه قبل وصوله إلى المدار المعد له. بيد أن كوريا الجنوبية -التي اتفقت على أن التجربة فاشلة-عادت وأكدت أن هذا لا يمنع من القول بأن تجربة الإطلاق نجحت في اختبار صاروخ مطور من طراز تايبودونغ 2 القادر على قطع مسافة تتجاوز 3 آلاف كيلومتر أي ضعف المسافة التي تمكن الطراز القديم من هذا الصاروخ بلوغها في التجربة التي أجريت عام 1998. على الصعيد السياسي، أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن واشنطن تريد قرارا يدين التجربة لكنها لا تعترض على صيغة وسطى ترضي روسيا والصين وإن كانت لا ترتقي إلى الموقف الياباني المتشدد. فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسيين في الأممالمتحدة قولهم الثلاثاء إن روسيا والصين تدفعان باتجاه قرار (مخفف) ضد كوريا الشمالية وذلك حرصا منهما على عدم دفع الدولة الشيوعية للانسحاب من المحادثات السداسية ذات الصلة بالملف النووي لكوريا الشمالية. بالمقابل، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون بعد لقائها الثلاثاء نظيرها النرويجي جوناس غاهر ستوير أن واشنطن تواصل مشاوراتها مع الأطراف المعنية بالمسألة الكورية الشمالية داخل مجلس الأمن الدولي وأن صياغة موقف مشدد ضد بيونغ يانغ ليس أمرا يمكن تنفيذه بين ليلة وضحاها. في الأثناء قال مصدر أميركي إن الولاياتالمتحدة تريد موقفا من مجلس الأمن أيا كان ولا تشترط صيغة محددة. وأكدت السفيرة الأميركية لدى المجلس سوزان رايس في تصريح لها الثلاثاء هذا التوجه عندما أشارت إلى وجود اتفاق عام بين أعضاء المجلس على وصف إطلاق الصاروخ (بالتصرف الخطير الذي يهدد السلم والأمن الإقليمي)، لكنها عادت وأكدت وجود تباينات بشأن الطريقة المفترضة للرد على كوريا الشمالية.