عندما ينفصل الطفل عن الواقع ولا يتفاعل مع مجتمعه ويظل صامتاً ولا يستمع إلى من حوله يقال انه يعاني من اضطراب التوحد أو الأوتيزم ومن سبل علاج التوحد استخدام البرنامج العلاجي السلوكي المعرفي من خلال الدراسات التي تمت على عينة من الأطفال التوحديين بهدف تنمية الانفعالات والعواطف لديهم ولدى الوالدين يقوم على التدخل المبكر واشتراك الوالدين في البرنامج أظهرت النتائج إن اشباع الطفل التوحدي عاطفياً وإحاطته بأعمال سارة عن العالم من حوله يساعد على التخفيف من عزلته بمزيد من الصبر والمثابرة والتدريب مع زيادة الأعمال السارة والهادئة والبداية من الميلاد .... فعندما يخرج الطفل من عالم الرحم إلى عالمنا يجد نفسه في بيئة مختلفة عما كان عليه وهو جنين مما يجعل بقاءه مرتبطاً بالآخرين لتلبية حاجاته من طعام وشراب ونظافة إلى جانب الحب والحنان والأمان والاستقرار وان لم يحس بذلك وتعويضه عن رحم أمه ولم يجد استعداداته الموروثة لتؤهله مع العالم الجديد فانه يخلق لنفسه رحماً افتراضياً يعود إليه ويعيش فيه خبراته السابقة من الأمن والدفء والاستقرار والهدوء ويبعد عن من يسبب له ازعاجاً وتهديداً .... كما أن الانسحاب الاجتماعي يتضح من تعريف التوحد على انه اضطراب في التفاعل الاجتماعي أو رفض التفاعل فهو يتبنى السلوك أو يتصور انه سبباً في الحصول على الحب والأمن ومن خلال تطبيق العلاج السلوكي تبين التشابه بين سلوك الجنين في الرحم وسلوك المصاب بالتوحد وظروف حياته داخل صندوق زجاجي يحبس فيه نفسه أو الرحم الافتراضي وهو يحاول إن يستعيد ما مضى فلا يستطيع مما يجعله شديد العصبية والتخبط والإيذاء للنفس والآخرين واستعادة عالمه السابق كما أن العلاج المعرفي السلوكي يعتمد على تغيير المعارف غير المرغوب فيها والتي قد تكون سبباً في الاضطراب مستخدماً مبادئ تعديل السلوك وطرق تفكير جديدة بهدف تنمية الانفعالات والكشف عن القدرات الذاتية للطفل بدلاً من الحركات الروتينية والعزلة واكتساب الطفل بعض المهارات الاجتماعية ورعاية الذات ومهارات التواصل. حقاًً إنه طفل انفصل وانعزل وتحدث مع نفسه واصابه الاضطراب ولم يهمس إلى الناس ولم يتقرب لأحد وأخذ جانباً خاصاً به حتى في تناول الاطعمة حتى استخدام أدوات الطعام فقالوا عنه توحدي طفل يكسر القلب.