فوضى عارمة هنا وملا سنة بين المواطنين هناك وموجة امتعاض واستياء ومشاعر حزن تسيطر على المسنين والنساء فلا حيلة لديهم سوى الانتظار الطويل الذي يجبرهم على المكوث لساعات عديدة ومتواصلة في أوقات النهار تحت درجة حرارة عالية تكاد تقضي عليهم وتحبط صيامهم. في مشهد آخر شيخ مسن وشاب خلوق يقفا بعيداً يخشيان أن يفسدا صيامهما أثناء النزاع من أجل الحصول على تذكرة لحجز صهريج مياه (وايت) فالأهل في انتظاره وانقطاع الماء عن منزله يضعه في موقف حرج أمام زواره في أول أيام الشهر الفضيل فضلاً عن موجة الامتعاض التي سطرها أبناؤه وأهله. وفي مشهد آخر فضل بعض المتعلمين والمثقفين من المواطنين البقاء في الصفوف التي بدأت من مكتب الموظفين الذي يقوم بصرف التذاكر والتنظيم واستمرت مئات الأمتار إلى أن وصلت إلى الشارع العام. وفي مشهد آخر نساء لا يملكن القوة للنزاع ولا القدرة على الزحام لجأن في آخر المطاف إلى أحد عناصر الأمن استنجدن به لينصفهن من اجل قضاء حوائجهن إلا أنه وقف حائراً بعد أن عجز عن مساعدتهن!. هكذا كان حال أشياب العزيزية التي ضاق عمالها ذرعاً من شدة ازدحام المواطنين ففي كل عام أزمة مماثلة ومختلفة والتساهل والإهمال من الجهات المختصة مازال مستمرا!. سيطرة وسوق سوداء وأشار بعض المواطنين إلى أنهم انتظروا يوما كاملاً ماكثين في النقطة ريثما يأتي دورهم، فيما أكد آخرون وعلى حد قولهم إنهم انتظروا ثلاثة أيام حتى ظفروا بصهريج للمياه. وقد فرضت الجهات الأمنية خطة ميدانية وتنظيمًا للحد من المشاكل التي تحدث في نقطة التوزيع وقد تدخل عدد من المواطنين للسيطرة على اشتباكات ومشاجرات حدثت بين مواطنين وبعض سائقي (وايتات) صهاريج المياه. وأكد عدد من مرتادي المحطة أن هناك عدداً من الشباب والوافدين يسهرون حتى ساعات الصباح الأولى، ومن ثم يقدمون للمحطة، ويقومون بحجز أرقام من المحطة، ويصطادون زبائن خارجين من نقاط التوزيع في اليوم التالي بعد يأسهم من الحصول على رقم متقدم، فيبيعونها لهم مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 400إلى700ريال !. مهزلة وإرهاق بداية قادتنا مظاهر الإنهاك البادية على المواطن محمد ياسر نتيجة طول انتظاره لساعات طويلة في شيب المياه حيث بدا ممتعضاً وهو يستهل حديثه لنا قائلاً أنا هنا منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى الآن لم استطع الحصول على صهريج مياه فالماء مقطوع عن المنزل وبقي على موعد الإفطار ساعة واحدة فقط ولا أدري هل يرضي هذا الحال أحداً ؟!َ خصوصاً وقد حصلت اليوم الكثير من النزاعات والمشاجرات وتدخلت دوريات الأمن لحصرها كما انه لا توجد (وايتات) تكفي احتياجات هؤلاء إضافة إلى أن العمالة المشرفة على الأشياب عددها قليل جداً فلماذا لم تستعد الجهات المختصة قبل ان تقع هذه الفوضى في هذا الشهر الكريم. ملاسنات ومشاحنات ليقتطع المواطن عبده عيسى شراحيلي طرف الحديث صادحاً هو الآخر أنا هنا منذ الصباح ومللت الانتظار بينما شاهدت الكثير من الصراعات وكأنها كارثة وقعت أو جفاف حل بنا ولا اعلم لماذا هذا التساهل وعدم المبالاة من الجهات المختصة وما هو دور المتعهد الرسمي في حل هذه الأزمة ففي كل عام تحدث مثل هذه الفوضى في شهر رمضان والحج وتقع ملاسنة بين المواطنين والموظفين تصل إلى التشابك بالأيدي وعلى الجهات المختصة إيجاد حلول من اجل القضاء على هذه المعاناة. إغراءات السوق السوداء ويبدو أن امتعاض المواطنين قد راق مواطناً آخر ليصارح الندوة بحال الشيب بعد أن أكد هاني الفران وقوع مشاجرة بين مواطن وسائق وايت قبل قليل عندما انتظر المواطن ساعات عديدة حتى حصل على تذكرة ليتفاجأ بهروب صاحب (الوايت) من اجل سعر أعلى فالسعر(للتريلا) 280 ريالاً داخل الأشياب وعندما يغادر الشيب يصل سعر (التريلا) إلى 500 ريال فلحق به المواطن مستاء مما حدث ووقع بينهما شجار وأتساءل هل من المعقول أن المتعهد الرسمي لا يجد حلولاً للحد من هذه الظاهرة وما هو دور الجهات المختصة التي أصبحت عاجزة ففي كل عام نقع في مثل هذه الفوضى . وقال المواطن عبدالعزيز جابر هنالك عدد من الشباب وكذلك الوافدين يسهرون حتى ساعات الصباح الأولى، ومن ثم يقدمون للمحطة، ويقومون بحجز أرقام من المحطة، ويصطادون زبائن خارجين من نقاط التوزيع في اليوم التالي بعد يأسهم من الحصول على رقم متقدم، فيبيعونها لهم مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 400إلى700ريال للتريلا.