سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خرجت من الندوة ولم تغادرني محبتها وكم أنا تواق لرؤيتها في المقدمة تعلمت فيها أصول وقواعد المهنة .. د. علي العميري:
الدمنهوري كان يعاملني كأحد أبنائه والمفرجي كان يعد ملحقه لوحده
ليس بغريب أن تعود الندوة إلى مجدها إذا صدقت النوايا وتكاتفت الجهود
حسب هذه الصحيفة السعودية الرائدة إنها تحمل اسما عريقا متعدد الدلالات والإيحاءات وحسبها أنها الصحيفة التي تصدر من مركز الإشعاع الثقافي الإسلامي العالمي ولا أكون مجانبا للصواب إن قلت إن الندوة ليست صحيفة بل مدرسة تتلمذ فيها المئات من الصحفيين وخرجت المئات من الكفاءات الصحفية التي اعتلت كرسي القيادة في العديد من الصحف المحلية و(الندوة) كانت في يوم ما من أفضل الصحف السعودية تحريرا وتوزيعا وليس بغريب أن تعود إلى مجدها بعد أن غابت عن الساحة جزئيا. ورجالات (الندوة) يستطيعون النهوض بها وإعادتها إلى تألقها وأوجها إن صدقت وخلصت النوايا وتكاتفت الجهود ... على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم لقد تشرفت بأن كنت أحد تلاميذ المدرسة الندوية حيث قضيت فيها أكثر من (7) سنوات تعلمت فيها العديد من أصول وقواعد المهنة ولازلت أذكر أول يوم رست فيه قدماي مرفأ (الندوة) إذ التقيت يومها زميلنا الأستاذ فوزي عبدالوهاب نائب رئيس التحرير السابق الذي أتحفني بمحاضرة مطولة عن الموهبة والحس الصحفي وبعدها قال لي بالحرف الواحد راجعني بعد أسبوع لعرض الأمر على رئيس التحرير الأستاذ (يوسف دمنهوري) - رحمه الله – والذي طلب تجربتي في المطبخ الصحفي ، ثم كلفت بالعمل مع الزميل حسن البنا محرر الصياغة في الطبعة الثانية في ذلك الوقت وبعد أن طلب مني صياغة بعض الأخبار وتمت صياغتها التفت إلي وسألني هل سبق وعملت في الصحافة ؟ فقلت له :لا ! ، فقال لي : إن صياغتك أفضل من صياغة محرري الصحيفة ولم تمض أربعة أيام حتى كتب عني تقريراً جيداً وقدمه إلى رئيس التحرير الذي طلب تجربتي مرة أخرى في العمل الميداني لأبدأ العمل الصحفي وبدأت من خلال بعض التحقيقات الميدانية وبعدها تم تعييني محرراً بقسم المحليات ووجدت تعاوناً كبيراً من الزميلين (صالح السهيلي) و(محمد بخش) وكان الأول بمثابة المعلم والمرشد الموجه فقد غرس فيَّ تقديس العمل والحرص على التعلم وتطوير قدراتي فكان نعم الموجه والمرشد إلى المنهج الصحفي الصحيح ولم تمض أشهر قليلة حتى تم تعييني رئيساً للقسم ووجدت كل الدعم والتشجيع من قبل رئيس التحرير الأستاذ (يوسف دمنهوري ) والذي كان يعاملني كأحد أبنائه مما أدين له به ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وللأمانة فالرجل من أنبل وأصدق وأفضل الرجال الذين تعاملت معهم طوال حياتي فهو محب للخير ساع إليه ومن الذين لايترددون أبدا في السير لقضاء حوائج الناس فضلاً عن كونه حريصاً على تطوير هذه الصحيفة من خلال توسيع قاعدة العضوية وضخ رأس مال جديد يمكن المؤسسة من شراء مطابع جديدة واستقطاب كفاءات هجرت الصحيفة بسبب ضعف الرواتب ولقد نجح بالفعل في استقطاب خمس عشرة شخصية لعضوية المؤسسة وأخذ موافقة الجمعية العمومية ومن ثم وزارة الثقافة والإعلام على ذلك ولكنهم انسحبوا بعد أن صدموا بعدم تحديد قيمة السهم وتوقف مشروع توسعة قاعدة العضوية . ومن الزملاء الكرام الذين تشرفت بزمالتهم في هذه الصحيفة أستاذي (محمد موسم المفرجي) – رحمه الله – الذي كان يعكف أكثر من ثلاثة أيام على إعداد الملحق الأدبي الذي تولى في زمانه مهمة الكشف والتقديم والتبني والرعاية لأسماء شعرية وقصصية وأدبية كان ومايزال دورها الإيجابي الفاعل في الساحة الأدبية في المملكة ذاك الملحق الذي أثار القضايا وتابع المنافحات وأفرد الصفحات للمساجلات والمباريات الأدبية التي أشعلت الحراك الأدبي زمنا لا يخفى على المتابعين والمنصفين والعجيب أن الأستاذ المفرجي – رحمه الله – كان يعد ذلك الملحق المكون من أربع صفحات لوحده في ظل عدم وجود محررين في الشأن الثقافي والأدبي ويشرف على تصحيحه وقراءته بنفسه وعدم الاعتماد على تصحيح العاملين في قسم التصحيح بالصحيفة بالرغم من وجود نخبة من الزملاء المصححين الأكفاء مثل الدكتور درويش الكجك والزميل حسونة أبوالزيد ريحان والزميل محمد رزق وكان يغضب كثيراً عند وجود إعلانات تقلص حجم الملحق من أربع صفحات إلى ثلاث صفحات وكان يشجعني ويشد من أزري وكلما شعر أني أصبت بالملل وصدأت نفسي أخذ يشعل فيّ قناديل الحماس ومصابيح الهمة . ومن الزملاء الكرام كذلك (عدنان باديب) و(محمد صالح باربيق) و(عيسى خليل) – عليه رحمة الله – وغيرهم كثير ، فكل من كان في (الندوة) في تلك الفترة أخوة لي أكن لهم كل تقدير واحترام واعتز بعلاقتي وتواصلي معهم . لقد قضيت في (الندوة) أكثر من سبع سنوات تعلمت فيها كثيراً وشاركت في تغطية ست قمم خليجية وقمتين عربية وقمة إسلامية وخرجت من (الندوة)ولم تغادرني محبتها ولم يفارقني قط الولع بها وكم أنا تواق لرؤيتها في مقدمة الصحف السعودية وهي بذلك جديرة وعندي قناعة أن عودتها إلى مجدها وعزها ليست مستحيلة ولكنها تحتاج الدعم الأكيد ولاسيما مادياً وفي تصوري أن هذا الدعم لن يأتي إلا بتوسيع قاعدة العضوية واستقطاب شخصيات تجارية وثقافية وفكرية . ومما يبعث الأمل والتفاؤل في انتعاش (الندوة)الخطوات التي أبلغني بها أخي حاتم عبدالسلام المدير العام حين التقيته في إحدى المناسبات تلك التي تحظى بمتابعة شخصية من معالي وزير الثقافة والإعلام السيد إياد مدني والذي يحرص على أن تكون صحيفة مكةالمكرمة في مقدمة الركب الصحافي السعودي وإن شاء الله يتحقق أمله وآمالنا وآمال كل المحبين لهذه الصحيفة . وللحق فإن (الندوة) ورغم كل الظروف المادية تضم العديد من الأسماء الصحفية الجيدة التي واصلت العطاء ولاتزال حباً في هذه الصحيفة ليس إلا ولازال لديها الكثير والكثير ونسأل الله لها التوفيق والسداد . مدير فرع جريدة المدينةبمكة المكرمة