أصر المترشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكين على أن النصر في العراق “قريب” في حين تساءل المترشح الديمقراطي باراك أوباما، الذي أوشك على تعيين نائبه للرئاسة، لماذا يعارض ماكين إذن جدولا زمنيا لسحب القوات الأميركية من العراق؟ وتعتبر مسألة العراق إحدى القضايا الجوهرية التي يختلف فيها المترشحان، وقد اندلعت شرارة الاختلاف مرة أخرى أمس الأول خلال تجمع للمحاربين القدامى في الحروب الخارجية. وقال السناتور ماكين إن النصر في العراق الذي يراه قريبًا “لا يزال مبددًا بسبب انسحاب متسرع وجداول زمنية تعسفية، وهذه هي إحدى المشاكل في اختلاف المواقف لخصمي السناتور أوباما”. وأصدر أوباما على الفور ردًا حادًّا وسريعًا يشكك في إخلاص ماكين في دعم سيادة العراق، وقال المتحدث باسم حملته بيل بورتون “من الصعب الفهم كيف يمكن للسناتور ماكين أن يدعي حينًا دعمه لسيادة الحكومة العراقية، ثم يتحدى بعناد تأييدهم لجدول زمني لسحب ألويتنا المقاتلة من بلدهم”. وأضاف إن “جون ماكين ينوي إنفاق عشرة مليارات دولار شهريا على حرب نهايتها مفتوحة، بينما يعتقد باراك أوباما أنه يجب أن نضع نهاية معقولة لهذه الحرب ونستثمر في حاجاتنا الملحة هنا في بلدنا” أميركا. وفي إطار الاختلافات بينهما انتقد أوباما منافسه ماكين الذي عرف الشخص الغني بأنه الذي يجني خمسة ملايين دولار سنويا، وذلك خلال مناقشة جرت الأحد مع القس الأنجيلي ريك وارن وبثت على التلفزيون، قال فيها ماكين مازحًا “إن خمسة ملايين دولار تكفي لتعريف المرء بأنه ثري”. لكن أوباما سارع أمس الاول إلى انتقاد منافسه، وقال خلال أحد لقاءات حملته في ولاية نيومكسيكو “أظن أنك إن كنت تجني ثلاثة ملايين دولار في السنة فأنت إذن من الطبقة المتوسطة”، وأضاف إن ماكين قد يمنح الناس ائتمانا ضريبيا بمقدار 500 ألف دولار لمن يجنون أكثر من 2.5 مليون دولار.