بمشاركة عدد من المختصين وأصحاب الخبرات في الفنون المسرحية، تواصل دورة الثقافة المسرحية في (نادي مكة الثقافي الادبي) فعالياتها في اطار برنامج النشاط الصيفي للنادي. وقد كانت المحاضرة الثانية في هذه الدورة والتي ألقاها فهد ردة الحارثي عن (مبادىء في التأليف المسرحي).. اشار فيها اولاً الى ضرورة توافر الموهبة والثقافة لمن يريد ان يتصدى للتأليف المسرحي. وتحدث عن مدارس الكتابة المسرحية واختلاف توجهاتها وأساليبها، ومنها المسرح العلمي، والتسجيلي، والعبثي، ومسرح القسوة، ومسرح الدهشة، ومسرح الجريدة. واكد الحارثي على أهمية العنصر الفكري لصانع المسرحية، لأن الفكر المتدني يؤدي الى مسرح متدن.. ومهمة المسرح الارتقاء بالجمهور، فهو قيمة ولا يمكن أن نحوله الى مسخ. كما اكد المحاضر على قيمة الحوار في العمل المسرحي، وان يكون حواراً متوازناً حتى لا يتحول الى ثرثرة فيضعف النص تماسكه. ويفضل (الحارثي) استخدام الفصحى كلغة مسرحية، لأنها ترتقي بالنص، خاصة اذا كانت من خلال جمل شعرية.. كما انها تكون متاحة للفهم في مختلف المناطق، وفي أي بلد عربية. ثقافة الممثل وفي اليوم الثالث في الدورة القى المخرج محمد الجفري محاضرة بعنوان (أثر الثقافة المسرحية في الممثل) اوضح فيها ان أهم ما يميز الممثل الناجح هو ثقافته، التي يستمد منها القدرة على الابداع والتجديد والتميز.. كما ان التحصيل العلمي يمنح الفنان خلفية ثقافية تجعله يواكب الزمن الذي يعيشه. اولاهما الثقافة العامة التي يجب أن يهتم بها الممثل اهتماماً شديداً، باعتبارها مصدراً رئيسياً للشخصيات التي يود ان يتقمصها .. وتكون الثقافة بالقراءة وبخاصة علم النفس وعلم الاجتماع وغيرها من علوم انسانية.. كما تكون بحضور المهرجان ومتابعة العروض المسرحية.. اما (الثقافة المتخصصة) التي تتعلق بالفن المسرحي فيجب ان تركز على معرفة المدارس المسرحية، وتاريخ الدراما، وكيفية اعداد الممثل، وأنواع الحركة المسرحية، والتذوق الموسيقي، واصول الالقاء، وفنية التنكر، ونظريات الاخراج. واختتم (الجفري) محاضرته بقوله : ان الثقافة والمعرفة يجب أن تتواصل في حياة الممثل، فتبدأ مع اول خطواته على الخشبة ولا تنتهي الا بنهاية مشواره الفني، والا اصبح سلعة سريعة العطب وشجرة لا تثمر الا ثماراً فاسدة. بعد ذلك اجاب الاستاذ محمد الجفري على أسئلة اعضاء دورة الثقافة المسرحية، مشيراً الى أن أغلب مسرحياته في المسرح الفقير، لأنها لا تكلف الا القليل.. باعتبار ان المسرح لا يلقى الدعم المادي الكافي، ولا يعادل ما يأخذه مخرج مسرحي في بلد عربي شقيق مقابل عمله