تأكيد الأممالمتحدة بأن التدخل العسكري في مالي سيكون الحل الأخير لا يعني أنه غير وارد بل أصبح وارداً وبقوة وربما يكون في هذه العبارة تحذير للجماعة المتشددة التي أعلنت قيام إمارة إسلامية في شمال مالي أن تنسحب قبل أن تواجه هجوماً لا قبل لها به. إن اقتطاع جزء من أرض دولة ذات سيادة وإقامة دولة أخرى غير معترف بها عليه يعتبر تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي .. كما أن سيطرة جماعة متشددة على هذا الجزء تزيد من مخاوف تمدد المتشددين وتنظيم القاعدة على وجه الخصوص في جزء مهم من القارة الافريقية مما يعني وجود تهديد دائم وخطير لمصالح كثير من الدول. لذلك فإن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ليس ضد التدخل العسكري ولكنه يريده كخطوة أخيرة أي إذا لم تستجب الجماعات المتشددة وتنسحب فإن العالم سيصبح مضطراً لطردها من خلال قوة افريقية تم تشكيلها لذلك ومسألة ممارسة مهامها لطرد المتشددين مسألة وقت لا أكثر. وكذلك دول الجوار لمالي ومن ضمنها الجزائر تفضل حلاً سياسياً للأزمة لأن الحروب لا تخلف خيراً ولكن الجزائر مع الحل العسكري إذا لم يصبح هناك خيار غيره. هذه التصريحات التي تفضل حلاً سياسياً رسالة إلى المتشددين أن يحكموا العقل ويعلموا أن خطوتهم هذه مرفوضة. وفي امكانهم حقن الدماء بالقبول بالحل السياسي .. ونأمل أن يجنب الله مالي الحروب وكوارثها.