لاشك أن عماد الشرائح الاجتماعية يتشكل في مجموعة من الأسر وهذه حقيقة معروفة درج على التعريف بها علماء الاجتماع ويعني ذلك أنه من الواجب الاهتمام بهذه النواة الهامة في التكوينات البشرية بهدف الإصلاح والتوجه إلى بث برامج اجتماعية تحسن صورة الأداء الإنساني بهدف تحقيق محصلة تعطي مؤشراً يصل بالأسرة إلى سلامة الرؤية في المسيرة الاجتماعية عن طريق المشاركة الفعالة عند سلامة الأسرة نفسها من المعوقات وتوجيه الروابط الأسرية إلى التماسك حتى تنضج المشاعر الإنسانية وتقوى فائدة المجتمع في عملية البناء والشروع في زرع محبة الإنسان لأخيه الإنسان وردم فجوات البعد في التعامل الأساسي ومعرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك ووضع الحلول لها عن طريق القضاء على الصراع الديمومي بين البشرية بما يحسن ويشرع إلى علاقات مميزة بين النخب الاجتماعية عند صلاح العمود الفقري في المجتمع وأعني بذلك الأسرة الصالحة في البناء الاجتماعي أن ضرورة التواصل الاجتماعي في كل جانب من جوانب الحياة مصدره الرغبة من أجل خلق الإنسان الواعي ويكون هذا التواصل قنطرة نعبر بها إلى بر الأمان بالتعايش وخلق أجواء مناسبة بين الجميع وتصبح المشاركة في الحياة العامة هي العنصر المطلوب في عملية صلاح الأسرة رغبة في نشوء صلاحية الإنسان عند تحسين دور الأسرة. إن انعدام الخلافات والمنازعات على مستوى الأسرة مطلب وضرورة حتمية على مسرح المساهمة الإنسانية بكل جوانبها وهو جوهر القصد المطلوب الوصول إليه عن طريق رسم الخطط الواعية والبحث عن الأسباب التي تعيق المسيرة مع تلمس المثالب الحسنة والإشادة بها وجعلها برنامج عمل ناجح يتم السير به رغبة في سلامة المنهج وسد فجوات الاخطار بالعمل الجاد. ونحن هنا يجب أن تظهر نوافذ الخير عندنا التي تضيء الطريق أمام الراغبين في الاهتمام بالأسرة عن طرق التواصل وتعميم التراحم والمحبة وقد قال الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قاطع رحم) ويعني هذا أن الإسلام يرسخ دور الأسرة حتى يعم الخير وتعمر الأرض دون هدمها وأن سيادة المحبة والتواصل والتراحم هي مبادئ إسلامية ينادي بها الإسلام قبل خروجها بعد ذلك على أيدي علماء الاجتماع وعلماء النفس والمصلحين. وحتى تشمل الفائدة في هذا الشأن يجب عدم انشغال رب الأسرة عن أسرته والتقاعس عن واجبه بالرعاية والتوجيه (وكل راع مسؤول عن رعيته..) والأسرة مسؤولة تحتاج إلى البذل والإصلاح من أجل سلامة المجتمع قاطبة. كما أن الترابط بين الاصدقاء مطلوب لأنه عملية مكملة لدور الأسرة والفائدة تصب في مصلحة المجتمع عامة وعليه يجب تضافر الرؤى الخيرة من جديد لتقوية أواصر المحبة والانجذاب إلى وحدة الأهداف الإنسانية المفيدة عن طريق صلاحية الأهداف المقصودة. إن تفكك محيط الأسرة يؤدي دون شك إلى ضياع الهوية وخصوصية الأمة وتقل عملية المشاركة الوطنية لما فيه الفائدة المرجوة ، لأن هذا تصنعه عوامل الوحدة الأسرية على الخير والإخلاص والمحبة والتواصل وهي مصدر القوة ووقود التواصل نحو البناء واتساع المسيرة وكم نحن في حاجة إلى الذكرى والعظة في مشهد الصوم الكريم بتقوية جدار الأسرة برؤية إسلامية لنظام الأسرة الشامل الوافي السابق لكل نظام حالي .. والله الموفق إلى الخير والسداد.