أعربت المملكة العربية السعودية عن استنكارها وبشدة للفيلم المسيء للإسلام وللرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وشدد سفير المملكة في الأممالمتحدةبجنيف الدكتور عبدالوهاب عطار أمام مجلس حقوق الإنسان الذي عقد لمناقشة عامة بشأن العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من أشكال التعصب اليوم علي المبادئ التي تضمنتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتبناها مؤتمر مدريد للحوار بعدم الإساءة للأديان ورموزها. كما دانت المملكة في الوقت ذاته أعمال العنف التي تعرضت لها بعض البعثات الدبلوماسية الأمريكية في ظل ما يتمتع به المبعوثون الدبلوماسيون من حصانة وحرمة حثنا عليها الدين الإسلامي أولاً ونصت عليها القوانين والمعاهدات الدولية. وقال عطار // إننا نرفض الإساءة لنبينا الكريم ولجميع الأنبياء ونطالب بالتجريم القانوني لكل من يعتدي علي المقدسات // مشيراً إلى أن التغاضي عن مثل هذه الأفعال يكرس الكراهية ويعزز العنصرية ، في الوقت الذي يعمل فيه أعضاء المجتمع الدولي على مد الجسور وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات , مبيناً أن هذا التجاوز والاعتداء لا يمكن اعتباره ضمن حرية التعبير ، وإنما يعد اعتداءً يستحق التجريم ولذا يجب سن القوانين التي تحمي الرموز الدينية. وأوضح أن من حق الشعوب الإسلامية أن تستنكر وتشجب هذا العمل بجميع الوسائل السلمية والقانونية داعياً المسلمين في أنحاء العالم إلى ضبط النفس وأن يكون رد فعلهم متوافقاً ومنسجماً مع ما جاء في الدين الإسلامي ووفق ما علمنا به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بعيداً عن أحداث الفتنة وإلحاق الضرر بالأفراد أو الممتلكات العامة أو الخاصة كالسفارات والقنصليات الأجنبية. وأعرب عطار في كلمته عن قلق المملكة الشديد إزاء تنامي مثل هذه الأعمال التي تعد من أسباب ومصادر التعصب والتمييز ، مؤكداً أن التهجم على الشخصيات والرموز والكتب الدينية يؤدي إلى تغذية الكراهية وتنمية التعصب. وأضاف أنه إيماناً من المملكة العربية السعودية بأن الأديان والمعتقدات يمكن أن تسهم في تعزيز التسامح ، وإدراكاً للدور الحيوي للحوار في مكافحة التعصب ، قدمت المملكة عدداً من المبادرات في هذا الاتجاه حيث رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله عدداً من المؤتمرات واللقاءات والنشاطات التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات ، وإلى نبذ العنصرية والتأكيد علي وحدة البشرية والتحذير من خطورة الحملات التي تسعى إلى تعميق الخلاف وتقويض السلم والتعايش بين الأمم. وشدد المتحدثون من جانبهم على أهمية إعلان /ديربان/ الخاص بمكافحة التمييز والعنصرية وحثوا المجتمع الدولي على مواصلة دعم ثقافة حقيقية للسلام والتسامح. ودان المتحدثون فيلم /براءة المسلمين/ الذي حاول تشويه سمعة الإسلام وشخصية الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في محاولة مكشوفة لاستفزاز الكراهية الدينية والتمييز والتعصب. ودانت باكستان متحدثة باسم منظمة التعاون الإسلامي الفيلم الذي حاول تشويه سمعة الإسلام وشخصية الرسول الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه في محاولة مكشوفة لاستفزاز الكراهية الدينية والتمييز والتعصب ما أدى إلى خسارة مؤسفة في الأرواح والأضرار في الممتلكات. كما دانت أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص بينهم دبلوماسيون من الولاياتالمتحدة مضيفة أن حوادث حرق القرآن الكريم ونشر رسوم التشهير والتحريض السافر على العنف تخالف العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وأكدت باكستان أن منظمة التعاون الإسلامي لا تدعو أبداً لأي حظر على حرية التعبير لكنها تشدد على تجريم ازدراء الأديان والدعاية المتطرفة والتصريحات غير المسؤولة بدون رادع مشيرةً إلى أن في أوروبا قوانين تحد من الخطاب المعادي للسامية أو إنكار /الهولوكوست/ ومن المهم أن نعترف بأن /الإسلاموفوبيا/ والتمييز على أساس الدين تشكل نوعا من العنصرية المعاصرة.