بدأت مكةالمكرمة ، والمسجد الحرام يخلو من حشود المعتمرين ، والإختناقات التي اكتظ بها وساحاته ، وبعد أيام قلائل يُعلن عن وصول الحجاج من خارج المملكة لبضع آلاف ، فتشعر المسجد الحرام وساحاته قد امتلأت ، فهل يا ترى هذا العدد القليل يمثل هذه الحشود بالطبع لا ، فليس هناك مقارنة بين العدد المعلن عنه وبين الأعداد التي امتلأ بها المسجد الحرام وساحاته. إذاً من هم هؤلاء ، يا صديقي ، هؤلاء هم العمالة التي تعمل في مدن ومحافظات وقرى المملكة ، اضافة إلى مجهولي الهوية ، قدِموا إلى مكةالمكرمة من شهر شعبان ، وتزداد أعدادهم بعد ذلك حتى فترة بداية الفرز الذي يتم عند مداخل مكةالمكرمة ، ومنع من لا يحمل تصريح حج من الدخول ، فتكون مكةالمكرمة والمسجد الحرام إمتلأ بمن لا يحمل تصريح حج ، ومكثوا ، فمنهم من هرب من كفيله ومنهم من قدم بطرق أخرى ، والكل جاء يحج ويعمل وكما يقولون ( حج ، وبيع سبح ) فتجد بعضهم يعمل في المطاعم ، والفنادق ، ومؤسسات الحج ، وشركات الحج ، وشركات النقل الداخلي ، وسائق خاص ، أو عام ، وغيرها من الأعمال ، ومكانهم الحرم بعد انتهاء أعمالهم ، عبادة ، ونوم ، وصدقات من الأطعمة توزع ، والحج كلفته بالنسبة لهم لا تتجاوز مئتي ريال من مكان إقامته ، حتى عودته ، وتمتلئ بهم أيام الحج شوارع المشاعر المقدسة ، وتحت الكباري ويعاني الأمن ( قوة الحشود ) من الجهد في محاولة تفريغ الشوارع حتى لا تتعطل حركة السير. اضف إلى ذلك يا صديقي ، من جاءوا للعمرة.. ومكثوا في مكةالمكرمة ، والمختبئين لدى ذويهم ، أو أقاربهم أو أصدقائهم من الهاربين من كفلائهم ، أو ممن مرت عليهم سنوات ويعتبرون مجهولي الهوية ، هؤلاء جميعاً يمثلون عشرات الآلاف. هذه الفئات من داخل مكةالمكرمة ، وخارجها تمثل مئات الآلاف ، فتشكل عبئاً على خطط أعمال الحج.. إذاً ماهو الحل الأمثل والأنجع. 1- تبدأ عملية الفرز من خارج المدن والمحافظات للمتجهين إلى مكةالمكرمة ، أو إلى مدن أخرى بالمملكة ، فتحجز اقامتهم لدى إدارة الجوازات بأماكن الفرز ، وتسليمه إيصال بذلك ، وتحدد له المدة من ثلاثة إلى سبعة أيام ، ففي حالة عدم عودته ، تعتبر إقامته لاغية ، وتعمم على كافة إدارة الجوازات. 2- التنبيه على أصحاب النقل العام بعدم نقل أي مقيم مالم يكن مصطحباً معه خطاباً من كفيله بالموافقة مصدقاً من قبل إدارة الجوازات. 3- يبدأ منع الدخول إلى مكةالمكرمة ، من بداية العاشر من شهر شوال وحتى العاشر من شهر الحجة ، وكذلك من الخامس والعشرين من شعبان ، وحتى الخامس من شوال ، وفي حالة الرغبة للذهاب إلى مكةالمكرمة في تلك الفترة يطبق البند (1) عليهم ، والمنع المطلق من بداية الحج وحتى العاشر منه. 4- وضع جزاءات رادعة على جميع عموم أصحاب النقل في حالة مخالفة تعليمات الجوازات ومنها غرامات مادية ، مع حجز المركبة ، في حالة نقل عمالة هاربة أو مجهولة. 5- التفتيش الداخلي والدقيق على أصحاب الحافلات التي تقل حجاجاً مرخصاً لهم ، من عدم وجود أشخاص بينهم مجهولين أو غير مرخص لهم ، خصوصاً العاملة بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة. 6- استعانة جوازات مكةالمكرمة بأفراد من إدارات الجوازات من المدن الأخرى ، وكذلك الجهات الأمنية المعينة بهذا الأمر ، للقيام بحملات تفتيشية دورية ، وعلى مدار الساعة ، وتوزيع نقاط تفتيش ، وترحيل من تثبت مخالفته لأنظمة المملكة أو أنظمة الحج. 7- استخدام الإعلام المرئي ، بإعلام الجميع بأن كل من يخالف تلك الأنظمة ستكون النتيجة ترحيله إلى خارج البلاد. 8- مراقبة جميع حملات الحجاج من خارج المملكة وداخلها ، ومحاسبتها إذا اتضح مخالفتها لأنظمة المملكة ، والحج في تشغيل عمالة غير مرخص لها أو هاربة أو مجهولة الهوية ، ووضع الغرامات المادية عليها ، وتسجيل اسم تلك المؤسسات أو الحملات لدى وزارة الحج حتى تكون ضمن القوائم التي تستبعد من العمل في الحج اذا تكررت منها تلك المخالفات. 9- عمل منشورات وتوزيعها على أصحاب المطاعم والفنادق والمحلات في مكةالمكرمة ، وأخذ التعهد اللازم عليهم بعد تشغيلهم عمالة هاربة أو مجهولة الهوية ، واذا اتضح ذلك توضع الغرامات اللازمة بما فيها اغلاق تلك المحلات ، مع القيام بحملات تفتيشية عليها. 10- التفتيش الدقيق على جميع المركبات العائدة بعد انتهاء الحج بعدم حملها عمالة هاربة أو مجهولة الهوية ، ومن يتضح قيامه بذلك ، توضع عليه الغرامات المناسبة ، بما فيها ايقاف مركبته عن العمل. 11- نما إلى علمنا بأن كثيراً من الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية وحافلات نقل الحجاج الداخلي تقوم بتشغيل العمالة الهاربة والمجهولة وتدفع لهم رواتب جيدة ، الأمر الذي شجع على الهروب والتخلف ، فلابد من القيام بإجراءات رادعة حتى لا يستفحل الأمر ، لأن هذه القضية أصبحت شاغل الناس في هروب العمالة ، وعدم وجود نظام حتى الآن كفيل بهذه القضية. 12- هناك وللأسف الشديد من العمالة المتواجدة نظامياً.. تشجع على هروب العمالة ، وتقوم بتشغيلهم ، وتتقاضى على هذا الفعل مقابلاً مادياً ، فحبذا أن كل من يثبت قيامه بمثل هذا العمل تسحب اقامته ، ويرحل فوراً ، لأنه أصبح بؤرة نتنه في هذا المجتمع تشجع على مخالفة الأنظمة والفساد. 13- كل من يثبت أنه اتاح الفرصة لتشغيل عمالة هاربة أو مجهولة من مواطن أو مقيم يسجل اسمه لدى ادارات الاستقدام بمنع استقدامه عمالة لمدة ثلاث سنوات ووضع الغرامة المادية المجزية لإرتكابه مخالفة تسيء للبلاد والعباد لقيامه بمثل هذا العمل. لرئاسة المسجد الحرام آمل من المسؤولين في رئاسة المسجد الحرام القيام بوضع ثلاثة الى اربعة صفوف من السجاد في مؤخرة صحن الطواف من جميع الجوانب ( الجهات - الأطراف ) تخصص للنساء الطائفات أثناء أداء الصلوات المكتوبة وذلك ليتسنى لهن العودة بعد انتهاء الصلاة الى الطواف لإكمال طوافهن ، رحمة بهن ، ورفع المعاناة من خروجهن اثناء الصلاة ، حيث لن يجدن مكاناً للصلاة إلا في اواخر المسجد او الساحات الخارجية له ، الامر الذي فيه كلفة ومشقة عليهن. إن من الشعر لحكمة : وإن عناء أن تفهم جاهلاً **** فيحسب جهلاً أنه منك أفهم متى يبلغ البنيان يوماً تمامه **** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم