كان أمير المؤمنين ثاني الخلفاء الراشدين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد بالليل شوارع وأزقة المدينةالمنورة ولا ينام إلا بعد أن يطمئن على الرعية، وفي احدى الليالي سمع صوتاً لفتاة من خِدر تقول: هل من سبيل الى خمر فأشربها او من سبيل الى نصر ابن حجاج فتى ماجد الاعراق مقتبل سهل المحيا كريما غير ملجاج فعلم الخدر وحفظ ما قالته الفتاة، وفي مجلس الحكم سأل أعوانه (هل يعرف احد منكم شخصاً اسمه نصر ابن حجاج فأجابوا بالنفي، ولكن احدهم قال انني أعرف حجاما اسمه حجاج فطلب اليه الخليفة احضاره، فأحضره، فقال له الخليفة احضر لي ابنك نصر، فرد مرحبا يا أمير المؤمنين، فذهب وجاء به شابا وسيما شعوره مسدلة على كتفيه فنظر اليه الخليفة وأمر بجز شعوره بالموس وبخرقة بيضاء اصلح له بها عمامة فزاد فتنة، فقال الخليفة لا يساكنني نصر بالمدينة، وسأل أباه، هل لكم قرابة في البادية فرد حجاج نعم بالعُلا، فأخذ حجاج ابنه نصر وهو يبكي فسألت والدة نصر عمن فعل هذا بنصر، فذكر لها ما كان، فاستأذنت ام نصر زوجها لتقابل الخليفة وبمقابلته سألته :أمن عدل الاسلام ان ينام عبدالله وحفصة الى جنبيك ويكون بيني وبين ابني الفيافي والاودية؟ فقال لها نعم ان ابني عبدالله وبنتي حفصة لم تتغن بهما الفتيات في خدورهن، فقال اننا هنا في المدينة نعيش على صدقات أهل الخير ومن اين نعيش في البادية؟ فأمر لهم أمير المؤمنين بما يكفيهم يرسل اليهم من بيت مال المسلمين)، وفي ذلك قال احدهم قصيدة أتذكر مطلعها: جنى الجمال على نصر فغربه عن المدينة تؤويه ويؤويها وقسمات الورد لولا حسن منظرها لما استطالت عليها كف جانيها ألا طال هذا الليل وازور جانبه وارقني ان لا خليل الاعبه فوالله لولا الله يخشى عواقبه لزُحزحت من هذا السرير جوانبه وفي هذا جعل مدة غياب الجندي 3 الى 4 شهور (أما مبادآت الخليفة ابن الخطاب في التكريم فشاهدها قصة القائد الصحابي عبدالله بن حذافة السهمي الذي ارسله أمير المؤمنين الخليفة سيدنا ابن الخطاب الى موقعة القيسارية ومعه ثلاثمائة عسكري ووقعوا اسرى في يد الملك النصراني الذي طلب منه ان يتنصر فرفض فهدده النصراني بانه سيغلي الماء ويسلقه وجيشه واراه انموذجاً وامر بايقاد نار وضعوا عليها قدراً من النحاس وملأوه ماء وبغليان الماء امر بتجريد احد الاسرى من ملابسه والقوه في الماء المغلي وقلبوه حتى ظهر ابيضاض عظامه، وقال للقائد عبدالله هذا ما سيكون مصيركم ان لم تتنصروا فرد عبدالله ليت لي بكل شعرة في جسمي روحاً أموت واحيا ثم أموت وأحيا ولا اتنصر فقال الملك النصراني ما اشد صلابتكم أصحاب محمد، وعرض الملك ان يقبل رأسه اذلالاً ويخلى سبيلهم فقام عبدالله وقبل رأس النصراني الذي أوفى بما وعد وأمر باخلاء سبيلهم وعادوا الى المدينة، ولما علم ابن الخطاب بما فعل عبدالله قال (آن لعمر أن يقبل رأس ابن حذافه وقام الجميع وقبلوا رأس ابن حذافة) وبالنسبة لجمع المسلمين على امام واحد لصلاة التراويح والتي قال عنها الامام سيدنا علي (نعمت البدعة بدعة عمر) .. اما اول فدائي في الاسلام فهو سيدنا علي ابن عم الرسول، زوج السيدة فاطمة الزهراء الذي بات على فراش النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون ينتظرون خروجه ليلة الغار، ويقول كرم الله وجهه: وقيت نفسي خير من وطىء الثرى ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر محمد لما خاف ان يمكروا به فوقاه ربي ذو الجلال من المكر وبت أراعيهم حتى ينشرونني وقد وطنت نفسي على القتل والاسر وبات رسول الله في الغار آمناً هناك وفي حفظ الاله وفي ستر اقام ثلاثا ثم زمت قلائص قلائص يفرين الحصى اينما يفري اردت به نصر الاله تبتلا واضمرته حتى اوسد في قبري وأول آية نزلت بمكة اقرأ بغار حراء، واول آية نزلت بالمدينة ويل للمطففين، واول من اسلم من الفرس سلمان رضي الله عنه، وقال في حقه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان منا آل البيت، وأول من اسلم من الروم صهيب بن سنان، وأول من رمى بالسهم في سبيل الله سعد بن ابي وقاص، واول من سل سيفاً في الاسلام الزبير بن العوام، وأول خطبة جمعة بالاقصى محيي الدين بن زكي الدين، وأول هاشمية ولدت هاشمياً فاطمة بنت اسد،، وهذا قليل من كثير.