تظاهر عشرات من المواطنين الليبيين في ميدان الشهداء بالعاصمة الليبية طرابلس احتجاجا على الوضع الأمني الهش الذي تشهده البلاد، وأيضا تنديدا بالأحداث التي شهدتها بعض المدن من نبش للقبور وهدم للأضرحة. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالتطرف واستعمال السلاح خارج شرعية الدولة. وتأتي هذه المظاهرات بعد إصدار المؤتمر الوطني العام ودار الإفتاء وجماعة الإخوان المسلمين الليبية بيانات استنكار لهذه الأحداث، مطالبين الجميع بتقديم المصلحة العليا للوطن وعدم إثارة الفتن في هذه المرحلة الحساسة. وتصاعدت التحذيرات من هشاشة الوضع الأمني بعد قيام مجموعة من الأشخاص يمثلون التيار السلفي على مدى الأيام الماضية بهدم بعض الأضرحة ونبش القبور في مدن زليتن ومصراتة والعاصمة طرابلس، مما تسبب في إطلاق موجة من الاستياء والتنديد شعبيا ورسميا. كما زاد استياء الليبيين إثر وقوع تفجيرين بسيارتين مفخختين في قلب طرابلس فجر عيد الفطر الماضي وأديا إلى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين، وهو الحادث الذي جعل -إضافة إلى هدم الأضرحة- الانتقادات تنهال على القوات الأمنية، مما دفع وزير الداخلية فوزي عبدالعال إلى تقديم استقالته ثم التراجع عنها. وتتزامن هذه الأحداث والمخاوف مع ذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر التي أوصلت العقيد الليبي الراحل معمر القذافي إلى الحكم، وكان يقيم لها احتفالات ومهرجانات.