الموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد | في اليوم الأول من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك 1433ه انتقل إلى جوار ربه مأسوفا عليه الوجيه الشيخ (سعيد محمد معنوز بافيل) أحد أعيان الطائف ورجال أعمالها بعد معاناة مع المرض لم تمهله طويلا. | نحن عندما نرثي من نحبه ونحزن على فراقه..انما نرثيه لخصال حميدة وسجايا طيبة اتصف بها حال حياته اكسبته حبا وقبولاً لدى الآخرين ..مع ايماننا الكامل أن الرحيل من هذه الدنيا الفانية هو سبيل كل البشر لا محالة والبقاء لوارث الأرض ومن عليها.. طالت بنا الأعمار أم قصرت. | نشأ الراحل نشأة عصامية فريدة كأمثاله من العصاميين الذين بدأوا حياتهم من الصفر حتى وصلوا إلى منازل بات يشار إليهم من خلالها بالبنان. |ولأنني لست ملماً بحياة هذه الشخصية المحبوبة الماماً كاملاً لكنني سأتحدث عن جزء مهم منها عشته وعاصرته عن قرب.. والبركة في ابنيه البارين عبداللطيف ومحمد أن يقوما بكتابة سيرة حياته وما تخللها من مكابدة وعصامية أهلته للمنزلة التي وصل إليها.. ففيها العبرة والدرس، والافادة وخاصة للجيل الجديد الواعد فلديهما من المعلومات وشهادات التقدير الممنوحة له أكثر مما أورده عنه في هذه العجالة. | عرفت الراحل عندما انتقل عملي من الرياض للطائف في أوائل عام 1381ه ..وشاركته العمل كمدرس للالة الكاتبة في المعهد السعودي الفني بالطائف لتأهيلي في مجالها وكان قد أنشأه في الثمانينات الهجرية اسهاما منه في النهضة التعليمية بالطائف وقد تخرج فيه العديد من ابناء الطائف في مهنة النسخ على الآلة الكاتبة بطريقتها السليمة (اللمس) وكان حينها من مشاهير تجار الأقمشة بالقطاعي والجملة بأنواعها .. ثم توسعت تجارته إلى المتاجرة في شراء وبيع الأراضي وأصبح من المشاهير في مجالها تبعا لتطور المدينة وتوسعها عمرانيا ونهضويا، وقد استمرت صلتي به منذ ذلك الحين حتى توفاه الله أي أكثر من نصف قرن. | وللراحل - رحمه الله- سيرة عطرة اذا ذُكرت شكرت ..فقد أسهم في نهضة الطائف عمرانيا وتجاريا واقتصاديا وشارك في المناسبات والأسابيع التنموية الرسمية ماديا ومعنوياً .وفي أعمال البر والجمعيات الخيرية وأسهم في إنشاء العديد من المساجد والأربطة وشمل احسانه وبره العديد من الأسر الفقيرة والمحتاجة واصلاح ذات البين..وكان غيورا ومخلصا في خدمة أمته ووطنه وقيادته..اضافة إلى ما يتحلى به من خلق رفيع وتواضع جم واستقامة في الفكر والمعتقد ومنح العديد من شهادات التقدير مقابل هذه المشاركات المتعددة لقاء ما أسهم به في خدمته أمته ووطنه. | وكان الراحل وفيا مع أصدقائه ومحبيه وجيرانه وتعهدهم بالمواصلة والسؤال والمساعدة والوقوف إلى جانبهم بجاهه وماله ومنهم كاتب هذه السطور فقد كان لي بمثابة الاخ الأكبر (نصحاً وتوجيهاً) خلال رحلتي الطويلة معه. رحم الله العم سعيد بافيل رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً وألهمنا وأهله وجميع أسرته الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).