أسفت كغيري من الأدباء والكتاب والمثقفين على رحيل فقد العربية الكبير وعالمها وشاعرها الرائد سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس - رحمه الله- والذي وافاه الأجل بعد معاناة مع المرض بالعاصمة الرياض بتاريخ 15/6/1432ه. | والحديث عن الفقيد - رحمه الله- والمناصب العلمية والادارية والقضائية والصحافية والأدبية التي تبوأها خلال مراحل حياته يصعب حصرها في هذه المساحة..وحديثي عنه في هذه العجالة..هو حديث من رافقة وانتفع بعلمه ونال توجيهه المفيد قبل تشجيعه ..فقد كنت أحد مرتادي مكتب تحرير مجلة الجزيرة التي أنشأها في الرياض عام 1379ه أي قبل (52) عاما مع أصدقاء فضلاء أذكر منهم الأستاذ ابراهيم بن محمد بن سيف وكان سكرتيرها والأستاذ الكاتب الأديب على محمد العمير (شافاه الله) وكان من كبار كتابها..وكانت لي - حينذاك مشاركات فيها وفي بعض صحف الوسطى كاليمامة والقصيم والخليج العربي وكنت ألقى وغيري من الشباب عناية فائقة من شخصه الكريم فقد كان موجها لنا قبل ان يكون مشجعاً. | وبعد انتقال عملي من الرياض للطائف عام 1381ه استمر تعاوني معه كمندوب للمجلة في الطائف ..وبعد تحويلها إلى يومية استمرت مشاركتي فيها ككاتب ..وأفخر أنني أحد الذين يحملون شهادة في مجال الصحافة والكتابة بتوقيع سعادته ..خلال الفترة التي عملت معه فيها. | ويعد - رحمه الله - رائدا من رواد الأدب والصحافة والبحث العلمي والأدبي والشعبي ..وأحد الشعراء الفحول ليس على مستوى المملكة فحسب ..بل على مستوى العالمين العربي والاسلامي .وقد اثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات القيمة التي تعتبر من المراجع الهامة التي لا يستغني عنها الباحث والدارس على حد سواء..اضافة إلى تمثيل المملكة في العديد من المؤتمرات في الداخل والخارج وعضويته في العديد من المجامع اللغوية من بينها مجمع اللغة العربية بدمشق والقاهرة والمجمع العلمي العراقي ومجلس الاعلام الأعلى ومجلس دارة الملك عبدالعزيز ومجلس ادارة المجلة العربية ومجلس ادارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر وجمعية البر بالرياض كما يعد أول رئيس للنادي الأدبي بالرياض. | وقد حاز الفقيد على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية على مستوى المملكة وخارجها من أهمها : جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1403ه ووشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى في الشخصية الثقافية المكرمة في مهرجان الجنادرية السابع عشر ..وغيرها من الأوسمة والجوائز على مستوى المملكة وخارجها. | وخلاصة القول: فمهما تحدثنا عن مناقب الفقيد فلن نوفيه حقه فقد كان علما بارزاً خدم أمته ووطنه وقيادته بجدارة وكفاءة وأمانة واخلاص ..وستبقى أعماله ومآثره بارزة للعيان..وصورة ناصعة في وجه الوطن أبد الحياة. | رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجزاه بما قدم وانجز من أعمال خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).