يأتي العيد فيما اراد الله جل جلاله لهذا الوجود يأتي هذا اليوم الأغر فماذا نقول عنه هل نقول إنه البشارة التي تشرئب الأعناق الى ما فيها من الخير العميم أم نقول إنه الوضاءة التي تغسل الأرواح باتمام هذا الشهر الفضيل وما فيه من النعم التي تترى والقراءة التي لا تنقطع. يأتي هذا اليوم والمؤمنون يعمرون بهاءه وطلاقته وكلهم نفس واحدة وغاية واحدة لأنهم يستشعرون عظمته وحلاوة ما يدفعه ويحسون من العميق انهم قد ادوا ما فرضه الخالق وشرفهم به من الصيام والقيام. بل الامتثال الثابت لأنهم اولا واخيرا يقفون عندما شرعه واوجبه من الفرص والالتزام سواء في الاقرار بالعبودية له وحده أو في تحمل ما ميزهم به في العقيدة والمنهج لهذا وذاك يتقاطرون الى الساحات صباح الوجوه يتهللون حكمة وادباً ويتفكرون حبا مفعما وخلقا مهذبا بالطاعة والوقار.. لا يطمحون ولا يتذكرون ولا يلهجون الا بما يرضي الله ويقربهم من الله فيما أنزله وقال به نبيه صلى الله عليه وسلم، فلله هذا اليوم المشرف .. ما افضله، وأمده، وأعمق ما فيه من البركة.. انه يوم العيد بشارة الطاهرين البيضاء ثاني ما ارتضاه الله لعباده كمناسبة خالدة.. يبتهج ويحتفل فيها المسلم ويقود ويلبس ما استطاع من الحلال.. لتعم الفرحة وترتسم الخضرة وتغدودن السنابل الملتنزة في داخل الداخل من نفسه.. يقول صاحب هذا السطور: في مثل هذا اليوم تدنو السما ويمطر الخير ويزكو النما وتنهد الأرواح رفافة نورية الترتيل خضر الدما تطوف بالايمان في نشوة مثل العصافير وقطر هما سبحان من زان الوجود ومن ميز بالتوحيد هذا الحمى وخلص الإنسان من ضعفه وترهات الجهل حتى سما ما أجمل العيد وأحلى الذي على الشفاه الخضر قد نمنما الصائمون البيض قد ايقنوا أن البياض الحر ما علما وأن درب الحق غير الهوى وحكمة الإبصار غير العمى وأن أوفى ما ترى فطرة أن يصدق المفطور ما ألهما وان خلد النفس في فهمها لله ما أعطى وما قيما سبحان ربي ما أعز الذي قد عانق العيد به المسلما اننا في هذه الرحاب المقدسة نعيش الوسط والحمد لله في النعمة والطمأنينة والدعوة الى الحب الحب الأول الحب الذي يربط الإنسان بمبدعه ويجعل منه خلقاً آدمياً يعرف ما له وما عليه.. أمة عاشت في سالفها التضحية والبلاء لا ينقطع وورثت ما أمكنها ان ترثه من نور ذلك التاريخ المتوغل في دمائها لا تشذ ولا تدعي ولا تتطاول الا بالحق وللحق ولا تماطل ولا تكذب ولا تبتغي الا ما يشحذ فيها القوة ويمنحها العزيمة الصادقة.. هذه الأمة التي كل ما حولها وما فيها يتفلت عبرا وحياة متوقدة ولا تزيدها الأيام الا تمكينا وتقدمة وحبورا.. لقد شاء الخالق ان تكون من هذه الوهاد والبطاح التي باركها وجعلها الأقرب الى السماء والأصفى والأطهر في هذا الكون العظيم وانه لفضل وشرف لا يدانيه شرف ان تتغذى وتتنامى أجسادها وتتفتق أبصارها وتنعتق أفئدتها من هذه الوهاد المقدسة ، والمؤمن البر والعاقل السوي من يعرف هذا ويتمكن من فؤاده وحواسه.. فاللهم زدنا شرفا واعنا على القيام بالقدوة وأيدنا برضوانك وتوفيقك، إن العيد في هذه الرحاب له طعمه الخاص ونكهته الأخاذة وعلينا أن نكون في المستوى وان نتمثل هذه الحرمة بما فيها من المعنويات الباهرة وأن لا نأخذ أو نضع في الناصية الا الأمور الكبيرة لأننا اذا وطنا أنفسنا على الطاعة والولى الأول كنا الجديرين بهذا الفضل.. فالله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ولا إله إلا الله بكرة وأصيلا. ومهما قال الآخرون عن اتيان هذا والعالم العربي والإسلامي يعيش المحنة ويقف أمام المهولات من الأحداث ويحس في قرارة مفهومه انه قد يكون المستهدف والعقبة الكاداء أمام بسط الهيمنة والاستحواذ ومن لا مفر من المواجهة إن عاجلا أو آجلا فانني أقول : كونوا كما كنتم وحافظوا على ما في صدوركم واعلموا أن دينكم دين السماحة والبر والقوة واعلموا ان الدنيا هكذا وانها ليست بكرا وان لا أسلم ولا أمنع ولا أوعى مما أنتم فيه فعضوا عليه بالنواجذ، ورحم الله من بحث عن الصدق وتمسك به وخبر أهله.