أما شاعرنا الذي شغل جيله وواثب الحركات المبدعة حمزة شحاته فيتذكر في العيد ما يتذكره اولي الهوى واللذاذة: هذا هلال العيد أشرق فاغتبط والبس لمقدمه السعيد سعيدا واخلع قديمك للقديم تلفه فيه يد تطوي الطريف تليدا ارسل لفارهة الشباب لجامها فغدا سيعقبك المشيب قيودا!! ثم يمضي رحمه الله في طلب التزيد من اللذة وملاحقة الترفه ولا نعدم من يجاريه هذا المنحى من شعراء عصره فهذا شاعر الاسكندرية صالح جودت يقول: أفديه لما أتى في ليلة العيد منغم الخطو معسول المواعيد!! العطر في صدره والشهد أجمعه والورد في خده والفل في الجيد!! أرأيت كيف تباينت نظرات بني شعر وكيف تلونت شعابهم أو تفرقت سبلهم فمن طامع آمل، الى متحسر متلهف، الى عاشق كبتته مشاغل الهموم، الى عفوي لم ينس ما للحياة من تقدير ومكانة.. أما أنا فلي قصيدة قلتها في العيد متأثرا بما شاهدته من وهج هذا الحفول في نفسي وفيما حولي أقول منها: في مثل هذا اليوم تدنو السما ويمطر الخير ويذكو النما!! وتنهد الارواح رفافة نورية الترتيل خضر الدما!! تطوف بالايمان في نشوة مثل العصافير وقطرهما!! سبحان من زان الوجود ومن ميز بالتوحيد هذا الحمى!! وخلص الإنسان من ضعفه وترهات الجهل حتى سما!! ما أجمل العيد وأحلى الذي على الشفاه الخضر قد نمنما؟! الصادقون البيض قد أيقنوا ان البياض الحرَّ ما علّما!! وان درب الحق غير الهوى وحكمة الإبصار غير العمى!! وان أرقى ما ترى فطرة أن يصدق المفطور ما ألهما!! وأن خلد النفس في فهمها لله ما أعطى وما قيمَّا!! سبحان ربي ما أعز الذي قد عانق العيد به المسلما؟!