صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة فمن صامه إيماناً واحتساباً واتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر كله ، وجاء في الاثر (لو يعلم الناس بركات رمضان لتمنوا أن يكون العام كله رمضان) ، وكان بعض الفضلاء يصومون الاشهر الحرم وشعبان الا قليلا (وهذه العبارة الا قليلاً ، لان صيام شهر رمضان كاملاً الا لعذر مشروع ولابد من قضاء الأيام التي توقف المسلم عن صيامها ، وبعضهم يواظب طوال العام على صيام الثلاثة الأيام البيض 13 و14 و15 من كل شهر ، ويومي الاثنين والخميس من كل أسبوع ، ومن بين ما نظم الفقيه الرباني السيد محمد أمين الكتبي تلك الجوهرة ومطلعها (شهر الصيام أتيت بالقرآن .. والبر والتقوى وبالغفران/ جاءكم شهر الصيام فابشروا فيه بكل سلامة وأمان/ ياليلة القدر التي قد ميزِّتَّ .. عن ألف شهر جاء في الحسبان) وفي قصيدة أخرى مطلعها (وافيت يارمضان بالعيش الهني .. والصوم والقرآن والنور السني/ لله مكة ما أجل صيامها .. وقيامها والفوز للمتفطِّن/وبليلة القدر التي فاقت على .. ألف وفاز بها السعيد المعتني/من كان يرجو منزلاً في مكةٍ .. فالله اكرمنا بذاك المسكن/ والناس من شرق البلاد وغربها .. يأتون مكة للصيام الأضمن وفي قصيدة غير هذه وتلك مطلعها (رمضان تجلَّى وابتسما .. طوبى للعبد اذا اغتنما) وقصيدة أخرى مطلعها (هَلَّ شهر الصوم بالافراح والفتح المبين) وقصائد السيد محمد أمين الكتبي ، كما قصائد فضيلة الشيخ ابراهيم داوود فطاني فيها ذوق الأدب والعلم ، وان كان لشهر ربيع الأول مزية على غيره لولادة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، ولشهر رجب مزية اذ هو من الأشهر الحرم ووقوع ليلة الاسراء والمعراج فيه ، وفي شعبان ليلة النصف منه ، وفي رمضان ليلة القدر ، وأول غزوة في الإسلام بدر الكبرى ، وفي الحديث الصحيح (كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه لي وأنا الذي أجزي به) وسهر ليالي رمضان محبب وقيل في ذلك (ان كان رضاكمو في سهري .. فسلام الله على وسني/ عذابه فيك عذب .. وبعده عنك قرب/ وانت عندي كروحي .. بل أنت منها أحب/حسبي من الحب أبي .. لما تحب أحب/ وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم اذا دخلت العشر الاواخر من رمضان شدَّ مئزره وأيقظ أهله واعتكف التماساً لليلة القدر ، ولله در القائل (مابعتكم مهجتي الا بوصلكمو .. ولا اسلمها الا يداً بيد/ فان وفيتم بما قلتم وفيت أنا .. وإن ابيتم يكون الرهن تحت يدي) ولغيره (غدا توّفى النفوس ما كسبت .. ويحصد الزارعون ما زرعوا/ ان أحسنوا أحسنوا لانفسهم .. وان اساؤوا فبئس ما صنعوا) ونسألك يارب الارباب ويامعتق الرقاب كما وفقت أهل الخير إلى الخير واعنتهم عليه وفقنا إلى الخير واعنا عليه ، نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار. حياكم الله وبيَّاكم ورحم الآباء والجدود وعن الغير اغنانا وأغناكم وسهل على السراط ممشانا وممشاكم وجعل الجنة مأوانا ومأواكم انه على ذلك قدير وبالاجابة جدير دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيته فيها سلام وآخر دعوانا ودعواكم ان الحمد لله رب العالمين.