لكم هي البهجة عظيمة في النفوس بحلول شهر الصوم، شهر الخيرات والرحمات، الذي تضاعف فيه الحسنات، وتفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد فيه مردة الشياطين.. وهذه الجوانب المضيئة في هذا الشهر الكريم أثارت في نفوس الشعراء معاني كثيرة عبَّروا عنها في قصائدهم التي نظموها في شهر الصيام، ومن تلك القصائد الشعرية ما عبَّر عنه الشاعر فريد قرني في قصيدته التي يقول فيها: ألا أقبل هدى ورضًا ونورًا وخيرًا عامرًا يغشى المزورا نعدُّ ليمن موسمك التهاني نعد ليوم مقدمك الشهورا لنملأ بالنَّدا المهج الصوادي ونروي من سنا التقوى الصدورا بنور تلاوة القرآن نجلي بصائرنا.. نضيء بها القبورا نصوم.. نقوم في شوق وجد وعند الله نحتسب الأجورا بك الأرواح ترشف وهي ظمأى شرابًا.. منك تسكبه طهورًا ويخاطب الشاعر شهر الصوم واصفًا إياه بالجود والكرم، وأن الحسنات فيه تتضاعف، وتفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران حيث يقول مخاطبًا إياه: ويا رمضان يا كرمًا وجودًا تخوض البُشريات بها بحورًا بك الحسنات يا شهر التَّجلِّي يضاعفها لنا المولى.. كثيرًا وأرض المسلمين بكل بَرٍّ تعج مساجدًا، وتموج دورًا وأبواب الجنان.. مفتَّحات حُلاها ازينت غُرفًا وحُورًا وأبواب الجحيم.. مُغلَّقات وتجتنب الشياطين.. الظهورا فالشاعر في هذه الأبيات الشعرية يشير إلى مصدر السعادة بهذا الشهر والابتهاج بحلوله، ففيه نزل القرآن الكريم على سيد المرسلين، وفيه ليلة من أجل ليالي الدهر، وهي ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، فما أعظمها من نفحات! وما أجلها من خيرات تتوالى في هذا الشهر المبارك! فيا حظ من وفق إلى الطاعات! وعرض نفسه لتلك النفحات؛ ليغنم النصيب الأوفر من الأجور والحسنات. ومن القصائد الشعرية التي عبرت عن تلك المعاني الإيمانية في شهر الصيام ما جاء في قصيدة (خواطر صائم) للشاعر محمد توفيق، يقول في مطلعها: يا من إذا مرض الإنسان يُشفيه أوجاع يطعمه، أوهام يسقيه فرضت فرضًا علينا كم نقدسه وبارتياح لدينا كم نحييه أهلا بشهر صيام فيه غبطتنا وفيه لذَّتنا فيما نعانيه من كان ذاق الطوى أو كان في عطش طول النهار، وذكر الله في فيه أغناه عن كل ما أضحى يغذِّيه وصار أعذب من ماء يروِّيه آلامنا لرضاء الله ملجؤنا إليه يا حبذا ما قد نعانيه قد خص بالعز دومًا أهل طاعته وخص بالذل عبدًا راح يعصيه فكم يذوق محبٌّ من صبابته صنوف مسغبةٍ غبراء تُرديه اللهم بارك لنا في رمضان، وارزقنا صيامه على الوجه الذي يرضيك عنا، وخصنا فيه بالأجر الوافر والعطاء الجزيل. •الأستاذ المشارك بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية