استقبلت الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك بشوق وحنين . كيف لا ، وهذا الشهر فضله الله عز وجل على سائر الشهور فأنزل فيه القرآن الكريم دستور الأمة الإسلامية المكين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .قال تعالى ( إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون ) . وقال تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر* تنزل الملائكة الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر ) . فعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال : ( اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلام والإسلام ربي وربك الله هلال رشد وخير ) رواه الترمذي . وشهر رمضان موسم للمتاجرة مع الله عز وجل والمسارعة في فعل الخيرات والتقرب إليه بالطاعات . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله جل وعلا ( كل عمل ابن آدم له إلاّ الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ... ) وفي رواية لمسلم ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) وقال ايضا ( إن في الجنة باباً يقال له الريّان يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال أين الصائمون ؟ فيقومون ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ) متفق عليه . ومما لا شك فيه أن للصيام فوائد وفضائل لا تعد ولا تحصى فهو صحة للجسم وكسر للنفس الأمّارة بالسوء وغيظ للشيطان وصفاء للقلب وغفران للذنوب وتعظيم للأجر وعلو لمنزلة العبد يوم القيامة . نسأل المولى الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا وجميع المسلمين على صيام رمضان وقيامه وأن يجعلنا من المقبولين ومن عتقاء هذا الشهر الكريم ، كما نسأله جلت قدرته أن يرفع الضر والبلاء عن إخواننا المسلمين في كل مكان وأن يؤيدهم بنصر من عنده وأن ينزل غضبه ومقته على أعداء الإسلام والمسلمين،وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء.إنه سميع مجيب الدعوات . مكةالمكرمة ص ب 2511