ولدت بمكةالمكرمة عام 1346ه بمحلة الشامية (المنطقة الشمالية من الحرم الحرام) وعشت فيها وحتى دكان الوالد رحمه الله كان بالشامية ثم بباب الزيادة (سويقة) وكان الحيِّز محدوداً وحارات مكة الاثنتي عشرة على رأس كل حارة عمدة ونقيب ، العمدة يعرف سكان حارته واحداً واحداً ويعرف أصهارهم (بمعنى أن فلاناً متزوج بنت علاَّن) ولذلك وحدود الحارات يعرفها العمد ونقباؤهم وإذا مر رجل غريب من أمام مركاز العمدة فاشارة من عيون العمدة يعرفها النقيب يتابع ذلك الرجل ليعرف أنه دخل بيت فلان ، أو أنه خرج من حدود الحارة ودخل حارة غيرها رجع النقيب واعلم العمدة - وكان العمدة الجديد يسأل من يعرفه من العمد ويوجهونه إلى ما يجب اتخاذه ويعاونونه فيما يلزم كان هذا عندما كان كبير الأسرة يحل مشاكلها - وكانوا يقولون (اللي ما عنده كبير يشتري له كبير) وهذه العبارة مكية يعرفها المكيون ، وكان كبير الأسرة مسموع الكلمة ، واذا لم ينه الكبير ذلك الخلاف ودخل العمدة فانه مرهوب الجانب ونادراً ما يرفض قوله ، فاذا دخلت المحكمة فكان القاضي لا يتعجل بتحديد الجلسة (خاصة في الزوجيات) وكان في مكة رجالٌ نذروا أنفسهم للتدخل بالاصلاح مهما كلف الثمن ويعيدون ملف القضية بقرار الصلح وتنتهي القضية ، ونادراً جداً أن يفشل المصلحون لينظرها القاضي بالوجه الشرعي ويصدر حكمه وكذلك نادراً ما يبدي المحكوم ضده عدم قناعته فيعطيه القاضي صورة الحكم وثلاثين يوماً لتقديم اعتراضه ويرفع إلى التمييز فان صدِّق حكم القاضي فالتصديق قطعي ولا محل للاعتراض وليسمح لي القارئ لارجع إلى (العمد ودورهم) وما كتبه الاستاذ متعب عبدالله العتيبي بعكاظ في 4/6/1433ه بعنوان (أين نظام عمد الاحياء؟!) .. نسمع بدراسة الكادر الخاص بعمد الاحياء منذ 25 عاماً وإلى اليوم لم يخرج هذا النظام .. واليوم وبالعاصمة المقدسة أكثر من ستين عمدة والاحياء اكتظت بالسكان والعمائر متعددة الأدوار - والشرطة (مرجع العمدة) تطالب العمدة بالتكاليف ، ولم تعطه الشرطة الامكانات التي يقدر إذا توفرت له (سيارة وسائق ومحروقات وجندي وتليفون لاسلكي و2 فراشين و2 عسس ليقدر على الجولات ليلا وان اقتضى الأمر نهاراً عند الاقتضاء ، كذلك تحسين رواتب العمدة ومن يعمل في معيتهم والعمدة كما يقال (صمام الحي وأمانه) وانني وعلى قدر حالي أرجو من شخصيات كل حي ان لا يتركوا العمدة وحده يعالج أخطاء من يحضر إليه شاكياً من حالة معينة وأن يبذلوا جهودهم - وهذا يعطي العمدة ومركازه زخماً - فاذا جلس العمدة بين الرجال يُعرف أنه العمدة وبذلك يكون تطوير الحي ومدارسه والمستوصفات والدفاع المدني ومكاتب الشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية - فاين نظام العمد واين اللائحة التنفيذية التي يسير العمدة على ضوئها وحيا الله كل العمد وأخصَّ الشيخ د. طلال الحساني والشيخ سامي المعبِّر والعمد الذين يحضرون ثلاثائية د. الشاعر عبدالله وشقيقه م. تركي وأشكرهما على تكريمهما وتقديرهما والحب الذي يقابلهم وكل من يحضر الثلاثائية واشكر د. عبدالله وم. تركي على سؤالهما عمن يغيب مع ان السنترال يتابع التأكيد وشكراً.