هذا نص رسالة من سيدة فاضلة سعودية وزميلاتها... تصرفت قليلا فيه... حتى لا يعرفن من هن صاحبات الشكوى وماهي الشركة التي يعملن فيها لان هدفي الاصلاح وليس التشهير... حيث ان هؤلاء النساء يعملن في شركة سعودية وطنية... وصلتني رسالتهن عبر البريد الالكتروني “ الايميل “ ولانها تخص شريحة كبيرة وغالية في مجتمعنا الا وهي شريحة “ النساء “... اود ان يطلع عليها الجميع... حيث تقول الرسالة :- ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد استاذ عبدالله انا احد موظفات هذه الشركة “....." نحن نعاني من ضعف الراتب وعدم الاهتمام بنا وسوء معاملة بعض الموظفين الاجانب مثل الجنسية “........." وهو مسؤول عن المعرض حيث يعاملنا وكأننا خادمات لديه اسلوبه السيء وتطاوله في الكلام رغم رفع شكوى للمسؤولين علما جميع الشركات رواتبهم أعلى منا ودوامهن افضل من دوامنا والتارقت الذي حصلنا عليها ووعدونا اول ما عملنا العقد لم نحصل عليه للان رغم اننا دخلنا شهرين متتابعين تارقت اي بونص الرجال لم يدخلوها وايضا التأمين الطبي قالوا لنا تأمين لكن لم نرى شيء من هدا القبيل وازيدك علما ان الراتب 3000ريال ينقص منه للتأمين ويبقى منه 2865ريال وهل يرضيك هذا علما أن رواتب الشركات الاخرى 4 آلاف ريال واكثر علما ان عددنا 4 فتيات في المحل ونحن معرضنا كبير وخاصة ايام التخفيضات تعب وارهاق جسدي كبير على فتيات ووقت راحتنا وقت الصلاة خاصة المول الذي نحن فيه يطالبنا بدوام متواصل فنتبادل الشفتات اثنين صباح واثنين ليل وهدا ارهاق خاصة في الليل وايام التخفيضات زبائن كتير واسفة على الاطالة وارجو عدم ذكر الشركة ولكم جزيل الشكر)... انتهت الرسالة. الا يكفي معاناة بعض النساء في مجتمعنا- وهذا البعض ليس قليل- من تسلط كثير من الذكور عليهن والمصيبة ان هؤلاء الذكور - للاسف الشديد - معظمهم اولياء امور أي الشخص الذي كان من الواجب ان تجد المرأة عنده الامان والعطف والحنان والرعاية... فتحول الى مصدر ازعاج واهانة وتعطيل وارهاق ومرض نفسي وربما هروب او انحراف او انتحار... لهذه المرأة الذي هو ولي امرها والتي قد امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً... بالرفق بها وجعل صلوات الله وسلامه عليه نفسه خير من يفعل ذلك معها. الا يكفي معاناة المرأة لدينا بشكل عام في مجتمعنا وخاصة في بعض العادات والتقاليد والانظمة... فنزيدها معاناة على معاناتها بمعنى انها اذا ارادت ان تعمل... تجد الممانعة والضغوط النفسية قبل التعب والارهاق الجسدي... ثم تأتي نوعية العمل الذي سوف تعمل فيه ثم تلك المواصلات التي كل نساء بلادنا يعانين منها بل الهم الاكبر لهن... والواقع يشهد بذلك...اضافة الى ان بعض الانظمة لدينا والتي اكل الزمان عليها وشرب وتحتاج الى تعديل او اضافة او حذف...الخ. تأتي معاناة اخرى في العمل كما جاء في الرسالة السابقة. - سوء المعاملة من صاحب العمل او حتى من يعمل معهم من المواطنين من ابناء البلد... والادهى والامر من ذلك ان يأتي موظف اوعامل وافد يتطاول عليهن في الكلام او بالمعاملة السيئة لهن... وهن في بلادهن وما خرجن الا للضرورة. - مسألة الدوام ومحدودية ساعات العمل حسب النظام المحلي والعالمي في القطاع الخاص... الا تستحق المرأة لدينا نظرة عطف في مسألة الدوام...فهي ام وبنت وزوجة وتحتاج لهذا العمل من اجل مواجهة ظروف الحياة. - لماذا لا يكون هناك تأمين طبي وكذلك ان تستلم الموظفة عقد عملها من ساعة توقيع العمل والتامينات الاجتماعية...الخ. - لماذا لا يكون هناك مراعاة للمرأة في كل شيء... فهي ام في المنزل وزوجة وربما لديها منزل اخر فيه اسرة لها تقوم برعايتها... فالمرأة السعودية لا زالت بخير وذات عطاء ومتمسكة بدينها وعاداتها الطيبة... وهن كما يقال... بنات وأخوات رجال... وفيهن خير كثير... والواقع يشهد بذلك. اخيراً... لمن يهمه الامر... ما ذكرت هذه المرأة وزميلاتها في رسالتهن... هذا غيض من فيض وقليل من كثير مما تعانيه النساء السعوديات... اللاتي خرجن بسبب ظروفهن الاسرية للعمل... وهو قليل من كثير مما يعامل به هؤلاء النساء من بعض اصحاب المؤسسات والشركات والاعمال الخاصة وكأنهم يتصدقون عليهن او تم شراء هؤلاء النساء بذلك الراتب البسيط الذي يتقاضينه بعد جهد وعمل لا يستطيع ان يتحمله بعض الرجال وهن يعملن فيه بجد واجتهاد... ولسان حالهن يقول (وش حدك على المر قال اللي امر منه) ومثل هذ الرسالة من هؤلاء النسوة وغيرهن تعني ما تعني... واقل ما تعنيه... ان النساء يعانين في القطاع الخاص معاناة شديدة... وهن صابرات... وهذه الرسالة وغيرها مؤشر على ذلك وكما قال ذلك الاعرابي ( البعرة تدل على البعير والجرة على المسير)... فمثل هذه الرسالة كثير وكثير جداً... والمشكلة التي جاءت داخل الرسالة ايضاً... انه قد رفع هؤلاء النساء شكوى لكن ليس هناك أي استجابة... ؟! وانا بدوري... وقد وصلتني هذه الرسالة وغيرها من الرسائل والاتصالات الكثير وسمعت ايضاً الكثير عن مثلها فاني ارفع هذا الامر لولي امرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله...الذي يحمل جميع المواطنين دون تفريق في قلبه حيث ما كان... واحب مواطنيه واحبوه. اقول لمقامه الكريم... يا والد الجميع لقد حظيت المرأة السعودية - حقيقة - وقبلها الرجل وكل من في الوطن باهتمامك وتقديرك وهذا جميل جداً... لكن الذي يشوهه هذا الجمال... ان بعض هؤلاء الذين يعملون في القطاع الخاص بالذات... من اهم طباعهم... انهم يخافون ولايستحون وانت خير من ينصف بناتك واخواتك النساء في بلادنا الغالية وجميعاً تحت امرك... فانت والد الجميع... والله المستعان.