أعرف أن المدارس الأهلية مجحفة بحق المعلمات في القطاع الأهلي , فرواتب المعلمات بهذه المدراس أصبحت لا تخفى على أحد أو يمكن استغرابها , بل أصبحت من الحديث اليومي ولا يُستغرب أن نجد معلمات بمدارس أهلية برواتب ألف ريال والف ومائتين ريال , وهذه حقائق مثبتة لا تحتاج من يؤكدها أو يثبتها , لكن الأغرب وما لم يخطر في ذهني أن أجد موظفات في مدارس بلا راتب , طبعا لم يتم تعيينهن بلا راتب رسميا فلا تعيين بلا راتب , ولكن لأنهن يبحثن عن عمل , وتم عملهن بفترة سابقة مؤقتا وتم الاستغناء عنهن ولأنهن يردن العمل , والعقد لم ينته، فقد استمرت بعضهن ولكن من دون راتب , قد يكون هذا خيارها لا شأن للوزارة به , فشرط أنها مؤقتة يفرض أن لا مسؤولة على الوزارة رسميا , ولن نتطرق للخدمة المدنية التي أصبحت في عزلة عن أزمة « عمل المرأة « فالرد سيكون جاهزا « لا وظائف « , وحين نفصل بهذا العمل للنساء في قطاع التعليم فقط , كيف لمعلمة أن تعمل براتب ألف ريال أو الف وخمس مائة ريال , لا يمكن القبول به ولا يغطي مصروف السائق أو سيلة النقل الشهرية للموظفة , فهذا يعني أنها تعمل موظفة عند السائق لتصرف له راتبه آخر الشهر , وحتى السائقين اصبحت رواتبهم تفوق 1500 ريال , فمن يعمل عند من ؟ ولنا أن نتصور ونتوقع معلمة بهذا الراتب والمميزات المعدومة كيف سيكون أداؤها الوظيفي ومخرجات التعليم لديها ؟ أعتقد أن الإجابة واضحة . الخلل هنا واضح بمن يسن قوانين العمل للمدارس الأهلية , فيجب أن يكون هناك حد أدنى لا يقل في تقديري عن 3000 ريال مع نقل وتأمين طبي , هذا في أقل الحدود في مدينة كالرياض أو جدة أو الدمام , حين نصل لمستويات معاملة المعلمة والموظفة بهذا المستوى من تدني الرواتب أو العمل من دون راتب , فهي توصلنا إلى مستويات قاسية وصعبة ضد المرأة الباحثة عن فرص عمل خاصة مع ضيق وتضييق فرص العمل أمام المرأة . على وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل , وضع آلية ونظام لعمل المعلمات في المدارس الأهلية وأن تعطى حقوقا تمكنها من العمل بأفضل أداء , فلن نجد مخرجات وفق هذا الاستغلال القاسي ضد المرأة , ولا نجد من يوقف هذا الاستغلال لها , وعلى وزارة التربية والتعليم أن تعمل مع الخدمة المدنية لتقليص سن تقاعد المرأة المعلمة بدلا من 60 سنة إلى 55 أو حتى 50 سنة لفتح المجال لجيل جديد من المعلمات، وضخ دماء جديدة وفرص عمل جديدة لهن , خاصة أن بعض الرواتب للمعلمات الآن من في سن الخمسين أقل أو أكثر قليلا يصل لثلاثة رواتب معلمات من الجيل الجديد المعين , وحين تتقاعد المعلمة بثلاث أرباع الراتب سيكون مقنعا لها وتشجع عليه , الحلول مؤمن أنها كثيرة ومتعددة وهذا واحد منها , فلا نريد جيلاً من النساء عاطلات عن العمل وهن من أنفق سنوات طويلة في الدراسة والتعليم وفي النهاية تمنح شهادة لا توفر لها وظيفة وإن حصلت عليها في مدرسة أهلية براتب ألف ريال لا يكفي السائق .