حمد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بمناسبة الحفل الختامي لمسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي الشريف في دورتها السابعة .. حمد الله الذي وفق لنشر سنة نبيه من كان بها حَفيَّا ، ولها ناصرًا ومعليا ، وصلى وسلم على النبي المصطفى ، والرسول المجتبى ، الذي طُبِع على رائق الكلام ، وبديع اللفظ والنظام ، بنثر محكم السبك ، بديع النسج ، تنهال المعاني على فؤاده انهيالاً، وتنثال المفردات على لسانه انثيالاً، دون تكلف أو تعسف، فحديثه عذب مُصَفَّى، وشهد مُوَفَّى، ولا عجب فهو القائل: “إن من البيان لسحرًا “ وقال “ ببالغ البهجة والسرور، والاغتباط والحبور، أزجي لكم فَيْضًا من المشاعر حيال هذه السانحة الكريمة حفل مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي، ولاشك أنها مناسبة سارة بهيجة، بأنفاس السنة الزكية قد تبلجت، وبطُيُوب التنافس النزيه قد تأرَّجت، وعلى ثرى البلاد الطاهرة سرت وأدلجت، ولمثل هذه المنازل الزاكيات، والجوائز الباهرات تُنْتَخب غرر المباني لوصف مآثرها، وتصطفى جواهر المعاني لرصف مفاخرها وبشائرها، رَنْوًا للمعالي، وحفزًا للعزائم، ونبذًا للتقاعس أو الهزائم، ومباركة للخطوات السديدة الرشيدة، التي تستشرف الآمال السعيدة ، والطموحات المجيدة ، ذلكم لأن المقام مقام الكلام، عن حديث خير الأنام “ . وأضاف “ فليس أجل ولا أعظم، ولا أرفع ولا أكرم من حديث المصطفى ، وإن مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي الشريف لهي جوهرة سنية ، في عِقد جوائزه السَّمية ، فبعد جائزتيه العالمية للسنة النبوية والدراسات المعاصرة ، ثم جائزته التقديرية لخدمة السنة النبوية ، جاءت هذه المسابقة في حفظ الحديث النبوي خاصة بالشباب، تستهدف الناشئة منهم والطلاب، وهذا مشروع خَيْر وشَمْسُ هداية تنير طريق السالكين ، من شباب المملكة الميامين . وأوضح إن ربط الشباب بسنة النبي وأحاديثه الشريفة يسهم -بإذن الله تعالى- في معالجة الغلو وهداية الشباب إلى المنهج الأقوم ، وهو أسمى ما ينشده القائمون على هذه المسابقة المباركة ؛ أن تكون درعًا واقيًا ، وحصنًا منيعًا باقيًا ، لدرء الفهوم البالية ، ومَحْق الفتن الغالية ، التي تتسلل لِواذًا للأوطان الآمنة ، والعقول البريئة ، وذلك باستحثاث الجيل الصاعد لحفظ أحاديث النبي ، وتمثلها حالاً ومقالاً ، والاقتداء بهدي صاحبها . وأكد الشيخ السديس أن الحب الريان الطهور من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - لمشكاة النبوة وكلمها الطيب المبارك ترجمته هذه المسابقة واقعًا ملموسًا، وأثرًا فاعلاً محسوسًا - جعلها الله خالصة لوجهه الكريم - وإنها خطوة على الطريق المستقيم ، وتمسكًا بهدي النبي الأمين حيث قال : “تركت فيكم اثنتين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي “ أخرجه الإمام مالك في موطئه ، مشيراً الى أن من فضل الله تعالى أن وفق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد - حفظه الله - لإنشاء هذه الجائزة المباركة ، ورعاية هذه المسابقة سائلاً المولى سبحانه أن يجعل هذه الأعمال مثاقيل في موازين حسناته ، ورفيع درجاته . وأزجي السديس من الشكر أصدقه ، ومن التقدير أعبقه ، لهيئة الجائزة العليا أصحاب الفضيلة ، ومعرباً عن شكره لأمين الجائزة العام معالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي ، والدكتورمسفر بن عبدالله البشر المدير التنفيذي رئيس لجنة الإشراف والمتابعة والقائمين على هذه المسابقة على جهودهم المباركة، لإخراج حفل المسابقة في أبهى غرّة ، وأسنى طرَّة مباركاً للأبناء الفائزين ، ومهنئهم بما تحقق لهم من رجاء مأمول ونجاحهم في حفظ بعض أحاديث الرسول ، متمنيًا لهم مزيدًا من التوفيق والسداد، والهداية والرشاد .