يرعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس الهيئة العليا لجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز لحفظ الحديث النبوي، مساء الغد حفل تسليم جوائز مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي في دورتها السابعة وذلك في فندق الإنتركونتننتال بالرياض. وأوضح المدير التنفيذي للجائزة الدكتور مسفر بن عبدالله البشر ل «عكاظ» أن عدد المرشحين للجائزة يبلغ 78 طالبا وطالبة من مختلف مراحل التعليم ترشحوا من بين 32752 مشاركا ومشاركة دخلوا في التصفيات الأولية، مشيرا إلى أن التصفيات النهائية للفائزين بالجائزة ستقام اليوم الثلاثاء لاختيار 30 فائزا وفائزة بواقع 5 فائزين و5 فائزات من مراحل التعليم الثلاث الابتدائي والمتوسط والثانوي. من جابنه، أعرب رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي عضو الهيئة العليا للجائزة الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، عن اعتزازه بالمساهمة في حفل مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي الشريف في دورتها السابعة، وقال: «أود أن أشيد بهذه المبادرة المباركة التي تحمل في طياتها رسالة نبيلة جديرة بكل تقدير وثناء، كما حملت مثيلاتها الست السابقة»، وأضاف: «تأتي هذه المبادرة كذلك في وقت سانح لتدارك ما انتاب المسلمين من ضعف في الثقافة الدينية الصحيحة، واستشراء التطرف وما يتعرض فيه الإسلام والمسلمون من حملات خارجية يقصد منها مروجوها النيل من الدين الحق، والطعن بثوابت الدين الحنيف الذي أنار به الله سبحانه وتعالى العقول، وفتح القلوب، وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور»، وأكد أن الهدف الأسمى للمسابقة هو الاهتمام المخلص برعاية الأحاديث النبوية الشريفة، وتعميمها بين طلبة العلم، والشباب اليافع، بتسليط الأضواء على مضامينها الجليلة. من جهته، أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن المملكة تأسست منذ اللقاء التاريخي بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب، على نصرة توحيد الله، وتحكيم شرع الله، ومنذ هذه اللحظة التاريخية وهي سائرة على هذا المنهج الرشيد، وقال «يأتي في هذا الإطار الذي يعد جزءا من سياسة المملكة، وأساسا من ثوابتها تلك المبادرة الرائدة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، التي تمثلت في الجائزة العالمية للسنة النبوية، تلكم الجائزة النوعية الرائدة التي بدأت انطلاقتها في دورتها الأولى، وها هي في هذا العام المبارك تنهي دورتها السابعة من عمرها المديد بإذن الله، واكتسبت بعدا عالميا، وشهرة واسعة، وتميزا في المضامين، واهتماما كبيرا لا بين أبناء هذا الوطن فحسب بل في أرجاء المعمورة، وتنامت في مجالاتها وأعمالها واهتماماتها وطورت أهدافها بما يحقق عالميتها»، وأضاف «فبعد جائزة واحدة أصبحت ثلاث جوائز، لتضم جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود التقديرية لخدمة السنة النبوية، ومسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي، كما أقرت الأمانة العامة برنامجا وفعاليات متنوعة تتمثل في النشاط العلمي والثقافي، والذي أدرج تحته فعاليات متنوعة تحقق الفائدة على المستوى الداخلي والخارجي، وهذه الجائزة في فروعها الثلاثة تجتمع على خدمة المصدر الثاني للتشريع، والرسول المجتبى صلى الله عليه وسلم»، وأشار إلى أن تخصيص هذه الجائزة العالمية بفروعها للسنة النبوية له العديد من الدلالات الخاصة والعامة، فعلى المستوى الخاص يعكس شخصية فذة، تشربت الإسلام بصورته الوسطية، وانتهجت منهج سلف الأمة، حتى غدت محبة للسنة النبوية، مدركة لأهميتها في معالجة القضايا والنوازل والأحكام والمستجدات، مؤمنة بأن الأمن الشمولي عموما، والأمن الفكري خصوصا ينبني على التمسك بالمصدرين الأساسيين الكتاب والسنة، وقال: «وإذا كانت هذه منزلة السنة النبوية فنحن في هذه العصور بأمس الحاجة إلى مثل هذه الأعمال الجليلة التي تقدم هذه الشخصية العظيمة التي بهرت الألباب والعقول، واختصها الله عز وجل بما يجعلها قدوة للمسلمين وحجة على العالمين لا سيما ونحن نشاهد خللا في التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع سنته وهديه، بلغ أن تجاسر من ضعف عقله وعلمه ودينه على مقامه العلي؛ وتطاول على سنته وأورد عليها الإيرادات التي تنم عن ضحالة في الفكر، أو سوء تنشئة، والعجب أن يكون أولئك من أبناء المسلمين، ناهيك عن استهداف الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته من غيرهم، والحق أن هذه الأمة تتحمل المسؤولية عن هذا التقصير الذي أوجب مثل هذه الصور الغريبة المسيئة للإسلام وأهله، فلدينا خلل في التربية والتنشئة، وفي تجسيد القدوات أمام الأبناء، وفي الانفتاح المذموم الذي أوجب مثل هذه الانعكاسات السلبية التي أشرت إليها»، ولفت إلى أن المتأمل لهذه الجائزة العالمية يلحظ أمرا تتميز به عن كثير من الجوائز، فهي الفريدة في هذا المجال المتعلق بالسنة النبوية، وفيها من الشمولية وتنوع المستويات ما هو مثار إعجاب كل مسلم، فتشمل البحث العلمي الذي يعنى بموضوعات غاية في الأهمية مرتبطة في السنة النبوية، وتشمل تكريم العلماء العاملين في مجال نشر السنة المطهرة وخدمتها، وتشمل تشجيع الطلبة والطالبات على حفظ السنة وتدارسها، كما وأن إطار نشاط الجائزة يشمل نشاطات متنوعة دائمة من محاضرات وحلقات بحث، وكل ذلك يصب في خدمة السنة النبوية. معالجة الغلو من جانبه، قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس: «ليس أجل ولا أعظم، ولا أرفع ولا أكرم من حديث المصطفى، وإن مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي الشريف لهي جوهرة سنية، في عِقد جوائزه السمية، فبعد جائزتيه العالمية للسنة النبوية والدراسات المعاصرة، ثم جائزته التقديرية لخدمة السنة النبوية، جاءت هذه المسابقة في حفظ الحديث النبوي خاصة بالشباب، تستهدف الناشئة منهم والطلاب، وهذا مشروع خير وشمس هداية تنير طريق السالكين، من شباب المملكة الميامين»، وأكد أن ربط الشباب بسنة النبي وأحاديثه الشريفة يسهم في معالجة الغلو وهداية الشباب إلى المنهج الأقوم، وهو أسمى ما ينشده القائمون على هذه المسابقة المباركة؛ أن تكون درعا واقيا، وحصنا منيعا باقيا، لدرء الفهوم البالية، ومحق الفتن الغالية، التي تتسلل لواذا للأوطان الآمنة، والعقول البريئة، وذلك باستحثاث الجيل الصاعد لحفظ أحاديث النبي، وتمثلها حالا ومقالا، والاقتداء بهدي صاحبها. الوجه المعتدل ورأى مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان، أن خدمة السنة النبوية شرف عظيم لكونها مصدر التشريع الثاني لديننا الإسلامي الحنيف، ومنبع البيان والتفسير لكثير من قضايا الدين ومسائله الرئيسة، ومن هنا أخذت الحكمة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى العناية بهذا الأمر، مشيرا إلى أن تحقيق كمال العناية به جعل له سموه الكريم جائزة جزلة يتنافس عليها طلاب وطالبات مراحل التعليم العام في مناطق المملكة كافة بهدف ربطهم بالأحاديث المروية عن خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، وليكون حفظها داعيا إلى أن تكون مستقرة في الصدور، موجهة للسلوك، داعية إلى التأسي بنهج رسول هذه الأمة في أقواله وأفعاله ووجوه تعامله مع الناس وشؤون الحياة، وعن أهمية الجائزة ودورها في خدمة السنة، وقال: «إن هذه الجائزة تأتي لتثبيت أطناب السنة النبوية وإبراز وجهها الصحيح المعتدل أمام عواصف النسيان أو التغيير أو التشويه، ولاسيما أن طبيعة هذا العصر المتسارع وتلاحق أحداثه ومستجداته ربما صرفت أو أضعفت العناية بمحيط الأحاديث النبوية، ومن هنا كانت هذه الجائزة المباركة عاملا فاعلا في تثبيت قواعد هذا الأصل القويم من أصول ديننا الإسلامي الحنيف أمام محاولات البتر أو التغييب». الدفاع عن الوحيين بدوره قال إمام الحرم المكي الشريف عضو الهئية العليا للجائزة الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد: «لما كانت المملكة العربية السعودية قد حملت على عاتقها الدفاع عن الإسلام والمسلمين واختصت بخدمة الحرمين فقد أخذت على نفسها منذ توحيدها على الكتاب والسنة الدفاع عن الوحيين، وتكلل هذا الجهد بمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بإنشاء جائزة نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية، والتي تهدف إلى خدمة السنة المطهرة وتشجيع الباحثين واستقطاب العلماء والغيورين على السنة، بدعم منقطع النظير. تبصير المسلمين في سياق متصل، قال عضو الهيئة العليا للجائزة الدكتور عبدالله بن عمر نصيف: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم، فقد من الله على صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بأن وفقه لتبني هذه الجائزة القيمة للعناية بالسنة النبوية والدراسات الإسلامية في هذا الزمن الذي تزداد فيه الحاجة إلى تبصير المسلمين وإرشادهم إلى أهمية السنة النبوية والحديث الشريف لإصلاح الأمم والشعوب والمجتمعات وإعادتهم إلى المحجة البيضاء في زمن كثر فساده وعم بلاؤه». العلاقة الخيرة من ناحيته، قال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ: «إن من أكبر نعم الله على بلادنا أن هيأ لها قيادة تتبنى قيم الإسلام وترعى شعائره وتربي الأجيال عليها ولقد كانت العناية بالسنة النبوية سمة بارزة تعاقبت على الحفاظ عليها قيادة بلادنا منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز مقتدين في ذلك بسلفنا الصالح من أهل الحديث والأثر في رعاية سنة المصطفى والعمل بها»، وأضاف: «تأتي مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي في دورتها السابعة امتدادا لهذه العلاقة الخيرة وتأكيدا لتبني القيادة للشريعة الإسلامية المطهرة، وإن توجيه الشباب لهذه الميادين المباركة وحفظهم في هذه المرافئ الآمنة توجه استراتيجي متعدد المنافع إذ أن قوى الشر تسعى لاختطاف عقول أبناء المملكة وتلويث أفكارهم ليعملوا على تقويض مجتمعهم وجره إلى مسالك لا نهائية من التشتت والتشرذم والصراع ولا سبيل أنفع في مواجهتها من تحقيق مقومات الأمن الفكري وربط الأجيال بأنوار السنة المحمدية لتقيهم بإذن الله من ظلام الفتن ومسالك الردى». مركز إشعاع وأكد مدير الجامعة الإسلامية عضو الهيئة العليا للجائزة الدكتور محمد بن علي العقلا، أن جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بفروعها الثلاثة وبرامجها المختلفة تعتبر بحق مركز إشعاع علمي ينشر الخير في شتى أنحاء المعمورة، وأشار إلى أن واقع المسلمين اليوم وحاجتهم الملحة للعودة إلى تلك السنة المحمدية المطهرة في تعاملاتهم وسلوكياتهم ومختلف صور حياتهم، إضافة لما يتعرض له رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام من هجمة شرسة وتجاوزات في حق جنابه من بعض الأصوات هنا وهناك يفرض أهمية تلك الجائزة ودراساتها لربط المسلمين أولا بسنة نبيهم محمد عليه الصلاة السلام لينهلوا من نبعها الصافي؛ وثانيا للدفاع عنه صلى الله عليه وسلم بإبراز شخصيته الفذة وسيرته العطرة، وما فيها من خير للإسلام والمسلمين والعالم أجمع. أهداف الجائزة وقال نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد بن عبدالله السبتي: «إن المتأمل في أهداف الجائزة وفروعها يدرك الرؤية الحصيفة الواعية لصاحب الجائزة كون الجائزة اشتملت على قيم عالية حفظ السنة للناشئة وتحفيزهم على العناية بها وحفز الباحثين المتخصصين للتنقيب في بطون الكتب وقدح الأذهان لاستنباط المعاني والدلالات من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتقدير جهود العاملين المخلصين الذين خدموا السنة بإشاعة ذكرهم والثناء عليهم مما يعتبر دعوة للوصول إلى هذا الهدف النبيل خدمة السنة والقيام بلوازمها ونشرها للعالمين»، وأضاف: «وإننا في وزارة التربية والتعليم ندرك الأثر العظيم الذي تتركه هذه المسابقة في نفوس الناشئة ومدى تعلقهم بصاحب الهدي الأعظم وحبهم لسنته وامتثالها والانطلاق لحفظها والعناية بها وهذا من أعظم مقاصد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أن يتربى الناشئة على حب المصطفى وتعظيمه والتعلق بسنته وهديه، وإني لواثق أن إقبال الطلاب والطالبات المتزايد على هذه المسابقة وتنافسهم عليها وحرصهم على تحقيق المراكز المتقدمة والفوز بالجائزة من أعظم ما يسر خاطر راعي الجائزة ويبهج قلبه وهذا هو المتحقق عاما بعد عام». ترسيخ القيم من ناحيتها، أكدت نائبة وزير التربية والتعليم لتعليم البنات نورة بنت عبدالله الفايز، أن إقامة مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود تمثل تشجيعا وحافزا للإقبال على القرآن الكريم والسنة النبوية، ولها آثار كبيرة في تنافس الجميع على حفظ القرآن والسنة المطهرة، وثمراتها على المجتمع عظيمة، فبهما يستقيم خلق النشء وتترسخ القيم في نفسه، فيغدو فردا مستقيما في سلوكه ، نافعا لمجتمعه ووطنه.