عقدت زعيمة المعارضة في ميانمار المطالبة بالديمقراطية أونغ سان سوتشي اجتماعا نادرا امس الأربعاء مع رئيس البلاد الجنرال ثين سين ثان شوي، وذلك عقب الفوز الذي حققه حزبها في انتخابات تكميلية ومنحها مقعدا في البرلمان. وتعد هذه المباحثات، التي جرت في قصر الرئاسة بالعاصمة نايبيداو، هي الثانية التي تعقدها سوتشي مع الرئيس ذي التوجه الإصلاحي، وهو أحد أعمدة المجلس العسكري الحاكم الذي وضعها رهن الاعتقال مدة 15 عاما. كانت سوتشي التقت ثين سين للمرة الأخيرة في أغسطس الماضي عندما أطلق الأخير حوارا معها، مما مهد الطريق لإعادة دخولها المعترك السياسي في ميانمار التي عاشت في ظل دكتاتورية عسكرية منذ العام 1962 وحتى 2010. ووفق مساعدين لسوتشي -الفائزة بجائزة نوبل للسلام- فمن المقرر أن يعقب الاجتماع مأدبة غذاء تقيمها أسرة الرئيس، ويتوقع أن يحضرها بعض الوزراء. ورفضت سوتشي (66 عاما) الحديث عن توقعاتها بما ستشمله جلسة محادثاتها المغلقة مع الرئيس، وهي الجلسة التي وصفها مسؤول حكومي في وقت سابق بأنها “خاصة”. كما نفت المعارضة المخضرمة الأنباء التي ترددت عن احتمالات دخولها الحكومة بعد فوزها في الانتخابات، غير أنها لم تستبعد قبول دور استشاري، خاصة في ملف صراعات الأقليات العرقية، التي تعاني منها أجزاء في البلاد منذ الاستقلال عام 1948. ويأتي الاجتماع قبل أقل من أسبوعين من موعد حصول سوتشي على مقعد بالبرلمان، بعد أن حصد حزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية الذي تتزعمه 43 مقعدا من 45 مقعدا في الانتخابات التكميلية التي جرت في الأول من أبريل الجاري، لشغل المقاعد الشاغرة منذ تولي الحكومة الجديدة قبل عام، في حين فاز حزب اتحاد التضامن والتنمية الحاكم بمقعد واحد، وذهب المقعد المتبقي لحزب شان الوطني الديمقراطي. يشار إلى أن ذلك كان ثاني فوز ساحق يحرزه حزب الرابطة، الذي فاز في انتخابات عام 1990 العامة غير أن المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد آنذاك حرم الحزب من تولي مقاليد السلطة طيلة عقدين. وتسعى الحكومة، التي تولت السلطة قبل نحو عام، إلى إثبات مصداقيتها في نهج الإصلاح أملا في إلغاء العقوبات الغربية التي تخنق اقتصاد البلاد. ومن المقرر أن يجري رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون محادثات مع ثين سين وسوتشي يوم غد الجمعة في إطار زيارة إلى هذا البلد التي ستكون الأولى لمسؤول غربي منذ عقود عدة.