قال وزير النقل والبناء والتنمية الحضرية في ألمانيا، “بيتر رامساور”، إن المستثمرين الألمان يتطلعون إلى لعب دور بارز في المشاريع الكبرى التي تعتزم السعودية تنفيذها لتطوير شبكة النقل في البلاد. وأوضح “رامساور”، في حوار خاص مع “أكسفورد بزنس جروب”، شركة الأبحاث والنشر والإستشارات الإقتصادية المتخصصة، أن المحادثات التي أجراها مع وزير النقل السعودي، جبارة بن عيد الصريصري، تطرقت إلى فرص التعاون بين البلدين في عدد من المبادرات الهامة التي تشمل تطوير قطاع السكك الحديدية بالمملكة ومشروع الجسر البري وتحديث البنى التحتية لموانيء السعودية. وأضاف : “ تُولي المانيا الاتحادية أهمية خاصة للسعودية في منطقة الشرق الأوسط، وتتطلع الشركات الألمانية للاستثمار والتعاون مع نظيراتها بالسعودية، وقد برهنت تلك الشركات على قدرتها للتعاون مع المملكة للتغلب على بعض التحديات التي يشهدها اقتصاد البلاد”. تأتي المقابلة مع وزير النقل والبناء والتنمية الحضرية الألماني ضمن جهود أبحاث إعداد “التقرير: السعودية 2013”، دليل “أكسفورد بزنس جروب” المقبل حول الأنشطة الاقتصادية في السعودية وفرص الاستثمار بها، ويحتوي على تحليلات مفصّلة حول كافة القطاعات الاقتصادية، ما يجعله دليلاً حيوياً للمستثمرين الأجانب، إلى جانب مجموعة واسعة من المقابلات مع قادة الأعمال وأبرز الشخصيات الاقتصادية والسياسية في المملكة. وأشار “رامساور”، إلى أن العدد المتنامي من السعوديين الذين يفضلون الانتقال من المناطق الريفية إلى مدن المملكة يلقي الضوء على الحاجة إلى شبكات نقل وبنى تحتية جديدة للتعاطي مع هذه المتغيرات، لكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية تطوير المناطق الريفية وإنشاء المرافق الضرورية بهدف ضمان حصول سكانها على فرص عيش ملائمة دون الحاجة إلى مغادرة موطنهم الأصلي، مؤكداً على ضرورة التعامل مع هذا الأمر بحرص وحذر. وأكد “رامساور” على أهمية بناء إقتصاد قائم على المعرفة للمضي قدماً بجهود السعودية لتطوير أنشطة تكرير النفط وتسويقه ونقله وتنويع إقتصادها، وقال : “ينبغي أن تعمل صناعات النفط والغاز والبتروكيماويات بالسعودية تجاه مزيد من التطوير لصناعات التكرير والتسويق والنقل التي إذا ما اقترنت بالصناعات القائمة على المعرفة ستمثل قيمة عظيمة للاقتصاد السعودي”. يقود عمليات “أكسفورد بزنس جروب” بالرياض مديرة الفرع “اليز بوستيجو” ومدير التحرير “خوسيه ماريا ريكو”، وتعود “بوستيجو” مرة أخرى إلى الشرق الأوسط قادمة من غانا حيث تولت الإشراف على عمليات الشركة هناك لإصدار أول تقاريرها حول البلد الأفريقي، وكانت قد عملت في السابق في مشاريع للمجموعة في كل من البحرين والكويت ولبنان، في حين ينتقل “ريكو” إلى مكتب الشركة في الرياض قادماً من جدة التي أشرف فيها على جهود المجموعة لجمع البيانات والتحليلات حول مسيرة التنمية في العاصمة الاقتصادية للمملكة. وقالت “بوستيجو”، إن مطبوعة “أكسفورد بزنس جروب” المقبلة سوف تحتوي على تغطية شاملة حول جهود المملكة لتوسيع أنشطة تكرير النفط والصناعات المرتبطة بها من خلال مشاريع مثل إنتاج البتروكيماويات إلى جانب التوسع في القطاعات غير النفطية. وأضافت : “ تكتسب الجهود التي تقوم بها السعودية لمشاركة القطاع الخاص في مسيرة التوسع الاقتصادي في البلاد مزيداً من الزخم مع النمو الذي تشهده قطاعات مثل الإنشاء والتصنيع والصناعة، وأتطلع إلى الالتقاء بأهم الشخصيات الفاعلة من المشاركين في هذه الأنشطة وذلك في إطار جهودنا لالقاء الضوء عليها وكذلك التطورات الأخرى التي تشهدها المملكة لتوثيقها في تقريرنا الاقتصادي المقبل”. من جانبها قالت “ميشيل سولومون”، المدير الاقليمي لدى “أكسفورد بزنس جروب”، إن الاستثمارات الهائلة للسعودية في مشاريع البنية التحتية والنقل، في ظل زيادة العائدات ونمو السكان، ترسل بإشارات إيجابية للمستثمرين حول الوضع القوي لاقتصاد المملكة. وأضافت : “ تقدم خطة التنمية بالسعودية للمستثمرين مؤشراً واضحاً على التزام المملكة تجاه تنويع اقتصادها، والتي تمثل قاعدة لانطلاق قائمة طويلة من المشاريع الكبرى عبر مختلف القطاعات، وإنني على ثقة أن اطلاع “اليز” و“خوسيه” الواسع على الأجواء الاقتصادية المتغيرة في كل من المملكة ومنطقة الشرق الأوسط سوف تساعدنا على إصدار تقرير يوفر تغطية شاملة لهذه الفرص الهامة، كما سيعد مرجعاً قيماً لقادة الأعمال من مختلف أرجاء العالم”. يأتي “التقرير: السعودية 2013”، الذي سيتوفر في نسخة مطبوعة وأخرى شبكية، تتويجاً لجهود أكثر من ستة أشهر من الأبحاث الميدانية لفرق المحللين المتخصصين ذوي الخبرة لدى “أكسفورد بزنس جروب”، ويوفر أدق وأشمل المعلومات حول فرص الاستثمارات الأجنبية المباشرة في اقتصاد السعودية، ويعد دليلاً حول مختلف جوانب المملكة بما في ذلك الاقتصادات الكلية والبنية التحتية والقطاع المصرفي والتطورات التي تشهدها كافة القطاعات بالسعودية.