تأزم الوضع الأمني بين دولتي السودان وجنوب السودان بشكل درامي في اليومين الماضيين ولازالت نذر المواجهة قائمة مع تحذير الجيش السوداني من هجوم جديد يعد له جيش الجنوب على هجليج التي تعرضت بالفعل إلى هجوم سابق من جيش الجنوب ولكن تحت ضغوط الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي انسحبت قوات الجنوب. وهجليج تقع في جنوب كردفان وهي منطقة غنية بالنفط بل إن شمال السودان يعتمد في نفطه على منطقة هجليج وبموجب حكم المحكمة الدولية أصبحت آبار النفط في هجليج تابعة للشمال والمياه في بحر العرب تابعة للجنوب وقد قبل الطرفان المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب بهذا الحكم مما جعل الاعتداء على هجليج أمراً مستغرباً لأنها لم تعد منطقة متنازعاً عليها مثل أبيي ورغم انسحاب جيش الجنوب إلا أن التوتر لازال قائماً مع ترقب هجوم جديد في وقت تدور فيه معارك داخل جنوب كردفان وتتهم فيه الحكومة السودانية أيضاً الجنوب بدعم مسلحي قطاع الشمال. في الحقيقة هناك أجواء حرب حقيقية بين الشمال والجنوب مع إعلان كل طرف التعبئة العامة ولكن مثل هذه الحروب لن تقود إلا إلى دمار الطرفين في الجنوب والشمال بعد أن مل الشعب السوداني في الشمال والجنوب الحروب التي راح ضحيتها الملايين ..الظرف يحتاج الان إلى أصوات عاقلة لتنزع فتيل التوتر القابل للانفجار مرة أخرى.