اصدرت الجمعية العمومية للهيئة الإسلامية العالمية للمحامين، التابعة لرابطة العالم الإسلامي بشأن الأحداث في سورية بيان جاء فيه: إن الجمعية وفي الاجتماع الذي عقدته في مكةالمكرمة وبجوار البيت الحرام، عبرت عن الأسى والألم للأوضاع المأساوية في سورية، من إراقة للدماء، وقتل للأنفس، وهدم للأحياء، وهتك للحرمات، واقتحام للمساجد والبيوت الآمنة، وحصار عدد من المدن والقرى، ومنع الغذاء والدواء وأسباب الحياة عن أهلها. واستشعاراً بالواجب الإسلامي تجاه شعب سورية المنكوب، وانطلاقاً من الوصف النبوي لتواصل الأمة وتعاضدها في قوله صلوات الله وسلامه عليه : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). فإن المحامين المشاركين في الاجتماع يعلنون استنكارهم وإدانتهم للقمع الدموي لشعب سورية الآمن، ويعلنون أن إصرار الجهات الرسمية على تنفيذ الخيار الأمني ودفع الجيش بآلياته وأسلحته الثقيلة لممارسة أبشع صور القمع مخالف للقوانين الدولية، ولمبادئ حقوق الإنسان، وللعهود الدولية، وللمواثيق الإسلامية. ويُحمّل المحامون المشاركون في الاجتماع المسؤولين في سورية المسؤولية عن المجازر الدامية، ويُذكّرّون بأن يما يجري من إزهاق للأرواح، وإراقة للدماء في هذا البلد المسلم حرمه الإسلام، وتوعد فاعليه بسوء العاقبة والعذاب العظيم (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً). ويؤكد المحامون أن الانتساب إلى أمة الإسلام يقتضي التقيد بأحكامه وفق ما بينه كتاب الله في قوله سبحانه (وكذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) وما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : (إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا هل بلغت، اللهم فأشهد). ويناشد المحامون قادة الأمة الإسلامية وحكوماتها وشعوبها بالإسراع في إنقاذ شعب سورية من حمامات الدم، والأخذ على يد الظالم الذي استخف بآدمية الإنسان وكرامته وحقوقه، وتجاهل حرمة القتل وانتهاك الحرمات، وتجاوز القوانين الدولية الخاصة بحماية الإنسان من الطغيان. ويطالب المحامون حكومة سورية بالاستجابة إلى مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة، ويهيبون بقادة الأمة وبالدول المحبة للسلام بالاستمرار في دعم موقفها، والسعي لتنفيذ قراراتها. ويناشدون هيئات الإغاثة ومؤسساتها في العالم الإسلامي، تقديم العون للمنكوبين والمشردين داخل سورية والفارين منها هرباً بدينهم وحفاظاً على أرواحهم ، وحماية لأعراضهم، فهم في أمس الحاجة إلى النجدة والعون، وتزويدهم بالغذاء والدواء. ويعرب المحامون عن شكرهم وتقديرهم واعتزازهم بموقف الدول التي تساند شعب سورية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وما أعلنت عنه من مواقف عادلة، تنصف شعب سورية، وتدين ما يحدث من جرائم بحق الشعب ، وما يتم من إجراءات تخالف شريعة الإسلام، وتتجاهل مبادئ حقوق الإنسان،