طالب المشاركون في مؤتمر إثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي الذي عقده المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي الحكومة السورية بالاستجابة إلى مبادرة الجامعة العربية لحل هذه الأزمة، ويدعون قادة الدول الإسلامية والعربية والدول المحبة للسلام إلى دعم موقف الجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي الرامي إلى وقف نزيف الدم، وإنهاء مأساة شعب سورية الشقيق، الذي ناشد أشقاءه المسلمين مساندته وتقديم العون له، وإيقاف آلة القتل التي تداهم مدنه وقراه منذ عدة شهور. وقال المشاركون: هذا بيان ينطلق من أطهر البقاع على وجه الأرض مكةالمكرمة ومن جوار البيت الحرام الذي أعلن فيه الميثاق الأول لحقوق الإنسان في قوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع «إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد». وانطلاقًا من قوله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». وأعرب المشاركون عن شديد الحزن والألم للمشهد الدامي في سورية، ويستنكرون أشد الاستنكار استمرار آلة القتل في سفك الدماء وانتهاك الحرمات واقتحام البيوت والمساجد والمستشفيات وحصار المدن والقرى، وممارسة أشد أنواع القمع والتعذيب ضد هذا الشعب المسلم الذي قتل وجرح وشرد منه الآلاف بينهم الأطفال والنساء. ويحمل المشاركون في المؤتمر مسؤولية ما يحدث في سورية على الجهات الرسمية السورية السياسية والعسكرية والأمنية ومن يدعمها أو يتعاون معها لمصالح طائفية أو إقليمية أو دولية. ويذكّر المشاركون في المؤتمر أن ما يجري من إزهاق للأرواح وإراقة للدماء في سورية حرمه الإسلام، وشنع على فاعليه وتوعدهم بسوء العاقبة والمصير،ويذكّرون بقول سيدنا محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه». وقوله: «لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا». وإن المشاركين في المؤتمر يعربون عن شكرهم وتقديرهم واعتزازهم بموقف الدول المساندة للشعب السوري الشقيق وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وما أعلنت عنه من مواقف عادلة، تنصف شعب سورية، وتدين ما يحدث من أعمال تخالف شريعة الإسلام، وتتجاوز مبادئ حقوق الإنسان، ويخصون بالشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على ما يبذله من مساع خيرة لإنهاء الأزمة في سورية. ويقدم المشاركون الشكر والتقدير لقادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية والإسلامية والعالمية الذين أيدوا مبادرة الجامعة العربية، ويهيبون بهم أن يواصلوا العمل لإنقاذ شعب سورية من تلكم المجازر الدامية. ويدعو المشاركون في المؤتمر الحكومات وهيئات الإغاثة ومؤسساتها في العالم الإسلامي إلى تقديم العون للاجئين والمشردين، الذين فروا من سورية للدول المجاورة، هربًا بدينهم وحماية لأعراضهم وأنفسهم، فهم في حاجة ماسة إلى الإيواء والغذاء والدواء والكساء والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.