كنت قد ذكرت في مقالي الاول في هذه الزاوية ان الابقاء على مهنة الطوافة لم يكن بسبب التوارث الحصري لهذه المهنة وحسب انما لسبب اخر جوهري وهو العائد المادي الضخم الذي يأتي من خلالها ، ثم ذكرت في مقالي الثاني ايجابيات فتح المجال لاشتراك كوادر سعودية اخرى تتولى هذه المهنة عموما اسوة بالمحدودين من المطوفين ، واختم في هذا المقال ما تداعى الى خاطري بعد ان لخصت ماسبق وانهي سلسلة مقالاتي عن الطوافة وهدفي منها بالترتيب الاتي :-حين تم دمج مهنة الطوافة في مؤسسات واصبح لكل مكون بشري للبلدان الراغب اهلها في اداء مناسك الحج مؤسسة مستقلة ظهرت ايجابيات عديدة لهذا الدمج وتنامت ، و سلبيات كثيرة تنامت هي ايضا فأصبح العامل بجد واجتهاد وتفانٍ في هذه المؤسسات يشاهد المماثل له في المردود المادي الذي يقل عنه تعبا ومجهودا وبالتأكيد لن تكون لهذه المساواة معطيات مثمرة بل ستظهر من خلالها تداعيات سلبية قامت وقادمة يعلمها المقربون من هذه المرافق وعليه فإنني اقترح الاتي:- 1- السماح للقادرين الراغبين ان يمارسوا هذه المهنة وتهيئتهم من خلال انخراطهم في المؤسسات القائمة عمليا او اقامة دورات تعليمية تدريبية ارشادية (واقترح ان تتولى مؤسسة جنوب اسيا هذه المهمة كونها مؤهلة ولديها المرافق المساعدة على ذلك حسب ما سمعت من الاحاديث الاجتماعية في المجتمع المكي) ويمكن تحقيق ذلك بالطرق المناسبة التي تراها وزارة الحج المعنية بهذا الامر. 2- اذا تعذر ادخال المواطن المقتدر والراغب( واؤكد على الراغب) خوض هذا المجال بحجة الخبرة او قلة المعرفة ارى والرأي الاول والاخير لوزارة الحج ان يعطى فرصة المشاركة (الجزئية) من خلال تكليفه بشرف خدمة عدد محدود لا يقل عن خمسة الاف حاج ضمن المؤسسة القائمة وتحت بصرها واشرافها وتتم الزيادة بموجب تقييم الاداء عبر هذه الاعداد المحدودة على قاعدة الاستبعاد والاستمرار مع اعطاء الفرصة للتكرار بإيضاح جوانب القصور لديهم واخيرا لا اظن ان مثل هذه الفعاليات غير ممكنة ولا اظن تفعيلها مهمة صعبة على معالي وزير الحج وهو الخبير في شئون الحج ولديه الكوادر المؤهلة بالخبرة والمعرفة والمكتسبات العملية التي تستطيع مساعدته على تحقيق الاهداف المرجوة بموجب المرئيات المقدمة لمعاليه ونحن نتمنى من معاليه ان ينحاز الى الحاج حتى ولو تحملت وزارته العبء الاكبر وتحملت معه المؤسسات الخدمية المعاناة، فالهدف سامٍ وعظيم وندعو الله ان يوفق الساعين اليه ويسدد طريقهم وان يمنحنا القدرة على ان تكون اهدافنا مخلصة وصادقة وشريفة وهي فعلا كذلك ان لم تكن اكبر واعظم.