انتشرت الألعاب الإلكترونية بأشكال واحجام وأفلام كثيرة وانتشرت أجهزة الاتصالات بأشكال واحجام وألعاب مختلفة وأقبل عليها الأبناء والبنات اقبالاً منقطع النظير فلا تجد بيتاً خالياً من هذه الأشياء فلا يجد الابن نفسه في حالة فراغ حتى يمسك بهذه الأجهزة ولا يجد الآخر رفيقاً له حتى يشاركه اللعبة أمام التلفزيون أو في الجهاز اليدوي والغريب في الأمر أن حتى الكبار في الاستراحات المختلفة والمقاهي وفي مكان تجمعهم يلعبون هذه الألعاب وعندما يندمجون في اللعبة لا يدرون بما يدور حولهم ولا يردون على جرس الباب ولا يردون على من يناديهم ولا يجيبون على الأسئلة ولا يدرون ماذا يأكلون فلو وضعت أمامهم عدة أطباق من المكسرات لأكلوها جميعاً ولم يدروا ما أكلوا وإذا انتهت اللعبة بدأوا في لعبة أخرى ولا يشعرون حتى انتصف الليل عليهم . وقد لاحظت ان أوزانهم زادت نتيجة قلة الحركة والأكل الكثير وهم جلوس ، ولاحظت أيضاً أنهم لا يتحدثون معنا كثيراً لانهم يفكرون في اللعبة حتى بعد أن تنتهي وبطبيعة الحال فان كثرة الشحوم وزيادة الوزن ينتج عنها أمراض عديدة مثل الكولسترول وتصلب الشرايين وبعد ذلك يتطور الأمر إلى سكر وضغط دم وأمراض في المفاصل ، وما أن يستوعبوا اللعبة حتى تأتي ألعاب أخرى جديدة وهكذا حتى ان اسماء الألعاب غريبة ولا يفهمها أحد سوى من يلعبونها بعضهم ببعض. قال تعالى في محكم كتابه العزيز (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة). التحريم (6) وقال سيد الخلق أجمعين سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يبلغ العبد درجة المتيقن حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس). وقال الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه (من حذرك كمن بشرك). وقال المثل العربي (درهم وقاية خير من قنطار علاج). وقال حكيم لا يصاب بالبلل من يبقى بعيدا عن الماء. إن بعض الامهات هداهن الله اعجبن بهذه الألعاب وبهذه الأجهزة لأن أبناءهن جالسون بجانبهن بدون حراك وبدون شقاوة العيال وبدون أن يلخبطوا البيت بعد تنظيفه وترتيبه وبدون ضجيج وبدون اجلس ياولد اجلسي يابنت. ثم انهن صرن يبحثن عن الألعاب الجديدة حتى يضمن الهدوء في البيت بدون اسكت يا ولد اسكتي يابنت . والحقيقة العلمية تقول لابد أن الطفل يتحرك ويجري ويتكلم مع الآخرين ويتعلم من الآخرين في البيت واقصد الأم والأب والأخ والاخت حتى يفقد الطاقة الموجودة في كل طفل ويكون رشيقاً سليماً من الأمراض بإذن الله . فياسادة ياكرام دعونا نقلل قدر الامكان من تقيد الابناء بهذه الألعاب والأجهزة الالكترونية وتركهم يتحركون ويمارسون الرياضة ويتعلمون من آبائهم وأمهاتهم ما ينفعهم لدنياهم وآخرتهم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.