لاحظت سامية (أم لطفلين) قلة تواصل ابنها الأكبر (ذي ال10 أعوام) مع عائلته وأصدقائه، جراء انكبابه غالبية وقته على الإمساك بمحركات الأجهزة والألعاب الإلكترونية بالدرجة التي تفوق حد «الوصف». وتقول: «يمارس ابني اللعب بهذه الأجهزة حتى وهو مع أصدقائه، إذ أجدهم يجتمعون ليلعب كل واحد منهم بجهاز بمفرده، ما قلل لديه التواصل الطبيعي مع الأطفال الآخرين»، مستدركةً: «كان ابني يحب قراءة الكتب، إلا أنه خلال السنة الأخيرة تغيرت لديه هذه العادة مع ظهور الأجهزة التي يستطيع حملها أينما رحل وحل وتحوي ألعاباً كثيرة». وتضيف: «مازال ابني يتواصل معي في شكل طبيعي إذا شعر برغبة في التحدث، إلا أنه من الصعب علي إقناعه بالتكلم معي إذا كان مندمجاً في لعبه بجهازه الإلكتروني». وترى أن الناحية الإيجابية في هذه الأجهزة هي أن الأطفال لا يشعرون بالملل عند وجودهم في البيت، إضافة إلى أنها تسليهم في السيارة في حال المشاوير الطويلة. وسامية ليست وحدها من الأمهات، بل مثالاً للائي لاحظن ميل أطفالهن إلى استخدام هذا النوع من الأجهزة التي يستطيعون تحميل الألعاب الإلكترونية التي تستهويهم فيها من شبكة الإنترنت، إضافة إلى الهواتف الخليوية الذكية. وتعاني أروى وهي أيضاً أم لطفلين من أصغرهما الذي لم يتجاوز عمره عامه التاسع بعد بسبب كثرة انشغاله بالألعاب الإلكترونية. وتابعت: «لاحظت أن روح التنافس بدأت تزداد عند ابني لرغبته بالفوز في الألعاب الافتراضية، ما يعني أنه قابل للاستفزاز أكثر، وإذا أخذت منه جهاز اللعب ينهار من البكاء، إضافة إلى أنه يكون أحياناً متقوقعاً»، مشيرةً إلى أنه في بعض الأحيان يترك أصدقاءه حينما يكونون معه ليلهو بهذه الأجهزة. وتضيف أنه «يشعر بالملل عندما يكون مع أصدقائه، وعندما نذهب كلنا في نزهة، أراه يبحث عن شخص لديه أحد أنواع الهواتف الذكية الذي يستطيع من خلاله اللعب بالألعاب الإلكترونية». وتزيد أنه عندما لاحظت هذا التصرف من قبل ولدها، بدأت تنظم أوقات اللعب بهذه الأجهزة لطفليها. وتقول: «منعت اللعب عنهم في أيام المدرسة، أسمح لهم في عطلة نهاية الأسبوع، كما أنني جعلت اللعب بهذه الأجهزة مثل الجائزة عندما يؤدون أعمالهم الدراسية بشكل جيد ويحصلون على علامات مرتفعة»، لافتة إلى أنها عندما وجدت ولدها الصغير يلجأ للعب بهذه الألعاب الإلكترونية حتى وهم في بيت العائلة مع أقاربه الذين في عمره، منعته منها لمدة شهر، تحسن بعدها ولدها من الناحية الاجتماعية إذ بدأ يتواصل معها ومع الذين من حوله ويتكلم». وأشارت إلى أنه «يهوى ولدها الكبير (12 سنة) الألعاب البدنية، والصغير القراءة، إلا أن الألعاب الإلكترونية تبقى الخيار الأول إذا كانت موجودة، فإذا منعوا منها رجعوا إلى هواياتهم القديمة التي أعتقد أنها الأفضل لهم». وترى الاختصاصية النفسية، تخصص أطفال وأسرة، الدكتورة أمل اليماني أن هذا النوع من التقنية من أجهزة إلكترونية يستطيع من خلالها الطفل وضع ألعاب مختلفة عليها، مثل كثير من الأمور «هي سلاح ذو حدين نستطيع الاستفادة منها لتنمية مهارات مختلفة، لكن عندما نسيء استخدامها، ونستعملها بشكل مفرط يفقد الطفل مهاراته الاجتماعية وأخرى يحتاجها حتى إذا تعلم مهارات أخرى من هذه الألعاب». وتضيف أن العائلات أحيانا تلجأ إلى هذه الأجهزة حتى يتعلم أطفالها أموراً مختلفة، خصوصاً وأن هناك ألعاباً للأطفال ابتداءً من عمر السنتين تكون مفيدة، إلا أن استمرار «الطفل باللعب بها لفترات طويلة في اليوم من دون أن يقرأ أو يلعب مع أصدقائه، أو يتواصل ويتحاور مع أفراد عائلته، يجعله يفقد الكثير من المهارات التي تجعله ناجحاً في المستقبل ويعرف كيفية التعامل مع الآخرين ومناقشتهم ومجادلتهم». ... وتحذيرات من الألعاب الإلكترونية الضارة