الخطوة السعودية بسحب المراقبين من سوريا والتي تبعتها خطوة خليجية في نفس الاتجاه قد تتطور إلى موقف عربي أوسع من أجل مزيد من الضغط على سوريا حتى توقف حملة القمع ضد شعبها وحتى تفتح باب الاصلاحات وفق المبادرة العربية التي يهمها في الأساس انهاء الأزمة السورية بما يضمن مصالح الشعب السوري من خلال برنامج سياسي يضمن المشاركة في حكومة موسعة وانتخابات حرة ليختار الشعب السوري ممثليه اختياراً حراً ونزيهاً. وبدأ الآن يتبلور موقف عربي قد يترجم في خطوة لاحقة من شأنها عزل سوريا نهائياً عن محيطها العربي .. مما يجعل سوريا وجهاً لوجه أمام الضغوط الدولية. وهذه الخطوة ليست ببعيدة فالتدويل أصبح قاب قوسين أو أدنى من الشأن السوري واشارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالأمس إلى أن الشعب يريد الحل الأمني تشير إلى المضي نحو مزيد من القبضة الأمنية والقمع وهي مغالطة حقيقية لرغبة الشعب إذ كيف يريد الشعب قمعاً وهو يتطلع إلى مزيد من الحرية. هذه الاشارة من وزير الخارجية السوري تعني أن ليس في وسع سوريا التجاوب مع النداءات الداعية إلى الاصلاح مما يعرض سوريا للعزلة ليس العزلة من أشقائها بل من العالم أجمع.