لم يكن للمملكة أن تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على الحكومة السورية لو أن النظام في سوريا وفا بما وعد به ونفذ ما قبله من بنود المبادرة العربية وتوقف عن ممارسة القتل اليومي لأبناء شعبه وممارسة هدر دمائهم وسحق ممتلكاتهم ومصادرة إرادتهم التي لا يرومون من ورائها إلا أن يكونوا شعبا حرا يتمتع بحكومة تحفظ ماله ودمه وعرضه ولا تستبيح ذلك كله من أجل أن تبقى حفنة من المستبدين تتمتع بخيرات سوريا والشعب يعاني ضروب الفقر والهوان وتكميم الأفواه. ولم يكن للمملكة أن تسحب مراقبيها من سوريا لو أن سوريا أتاحت لهؤلاء المراقبين حرية العمل والحركة وسهلت لهم أن يكونوا شهودا على الحق ونفذت شروط الخطة العربية التي قبلت بها ولم يكن قبولها في واقع الأمر غير مراوغة منها وتحايل تكسب به مزيدا من الوقت من أجل مزيد من الفتك بالشعب السوري العزل. لقد حرصت المملكة منذ البدء على أن تمحض سوريا النصح وشاركت في وضع الخطة العربية كما شاركت في عضوية وفد المراقبين وكلها أمل أن يثوب النظام السوري إلى رشده ولكنها لم تجد بعد ذلك كله غير المماطلة والتعنت والاتهام الذي شملت به سوريا العرب جميعا والانتقاص من عروبة الأمة العربية جمعاء. لذلك كله اتخذت المملكة في الكلمة التي ألقاها الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على ضرورة أن يتحمل العرب جميعا مسؤوليتهم التاريخية أمام الله ثم أمام الشعب السوري والشعوب العربية، ورفضها أن تكون شاهدة زور على مذبحة لا يزال النظام السوري يمارسها ضد شعبه فهل تعي سوريا ذلك؟ وهل يعي النظام في سوريا أن تعنته ورفضه للخطة العربية يعني مواجهته للعالم أجمع وتدويل أزمته؟ وهل يعي أنه بذلك كله يفتح حدوده جميعا لتدخل دولي يبدأ من إنقاذ الشعب السوري وينتهي بالهيمنة على سوريا؟ هل تعي سوريا ذلك كله؟.