وصلني على صندوق البريد إهداء من معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري عبارة عن مجلة رائعة تحت مسمى (الراصد الدولي) والتي يصدرها مرصد التعليم العالي وتُعنى برصد الحراك الدولي في مجال التعليم العالي وفق الخطاب المرفق مع المجلة والمذيل بتوقيع وكيل الوزارة للتخطيط والمعلومات الأستاذ الدكتور عبدالقادر بن عبدالله الفنتوخ وحقيقة القول إن هذا الإصدار العاشر من النشرة حسبما جاء في الخطاب يُعد إنجازاً عظيماً بذلت فيه ولاشك جهود جبارة يقف وراءها نخبة من الاكاديميين في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية التابعين لوكالة الوزارة لشؤون التخطيط والمعلومات وان كنت اتمنى تسمية هذه الوكالة (التخطيط والتطوير والمعلومات) لما في هذا المسمى لو أُجيز عناية خاصة للتطوير الجامعي في كافة شؤونه وشجونه ولمواكبة التحول الايجابي العظيم في هذا العهد الزاهر بقيادة ملك النهضة والتطوير خادم الحرمين الشريفين المليك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (يحفظهما الله) ولان عُقدة الخواجة التي فهمتها من خلال اطلاعي على المجلة حَزّت في نفسي كمواطن ينشد الخير لوطنه وإن كان الإصدار المذكور يُعد رصداً مميزاً عبارة عن تقارير معظمها يحكي التعاون مع الجهات العالمية ذات الصلة بالتعليم الجامعي وأداء الجامعات وهذا حسن في واقع تبادل الخبرات المعرفية مع دول سبقتنا بمراحل في هذا الشأن وإن كنت أتمنى اصدار آخر تحت مسمى (الراصد السعودي) واضافة أبواب جديدة غير تلك الأبواب في (الراصد الدولي) تعنى بكل ما هو جديد في عالم الجامعات السعودية وقد بلغت في هذا العهد الزاهر ثلاث وعشرين جامعة بعضها يعد عمدة الجامعات كجامعة الملك عبدالعزيز المنشطر عنها جامعة أم القرى وجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وغيرها. وبعضها لازال يحبو بحكم حداثة التأسيس ولاشك كما ذكرنا أن كل ميزانيات الخير في بلد الخير جاءت لتحقق مراحل التنمية المتوازنة حتى جاءت ميزانية هذا العام 1432/1433ه. والتي اجمع عليها كل السعوديين وبمختلف مواقعهم على أنها ميزانية تاريخية في حجم الإيرادات وكان نصيب التعليم الجامعي منها حظ الأسد وهذا ما أفرح القلوب وأطرب الأفئدة لما ينتظر أبناءنا وبناتنا من مستقبل مشرق بإذن الله تعالى خصوصاً إذا استوعبت هذه الجامعات وما في حكمها من مدن علمية عالمية كل خريجي الثانوية وليت التعليم العالي يتبنى إنشاء مراكز تنسيق للقبول في الجامعات والمعاهد والكليات حسب المعدل التراكمي وحسب موقع سكن الطلاب حتى نضمن إن المكافآت تتناسب مع مصروفات الطالب أو الطالبة وكذلك حماية الأبناء والبنات من غوائل الدهر وحوادث الطرق المحزنة ، والتوطين هذه الكلمة التي استخدمت في غير محلها في مشروع توطين الوظائف أما الموظفون والطلاب الجامعيون لا توطين لهم واعود للحديث عن جامعاتنا السعودية والتي تشهد تحولاً ايجابياً نحو المستقبل المشرق بإذن الله. وما نسمعه ونقرأ عنه في صحفنا المحلية من أن بعض هذه الجامعات يحاول لبس ثياب غير ثيابه من خلال الاستماتة للحصول على مواقع متقدمة في سلم الأولويات العالمية ، وقد يكون بعض المندسين في تلك الجامعات والذين تعاقدت معهم بعض جامعاتنا السعودية من أصحاب المراتب العلمية الرفيعة يجهل ما تسعى إليه جامعاتنا في الترقي الأكاديمي. وقد يكون الاصدار الذي اقترحته على معالي وزير التعليم العالي (مجلة الراصد السعودي) لنشر البحوث الاكاديمية السعودية والتجارب الناجحة والثورة المعرفية مع أهمية ترجمة هذا الاصدار المقترح لعدة لغات عالمية ودفعه على خارطة المعلوماتية العالمية وإنشاء فريق علمي أكاديمي متخصص لهذا الغرض الوطني وكفانا أن نكون في موقع المستقبل فلابد أن يكون لنا دور في موقع المرسل للحضارة السعودية بل العربية والإسلامية خصوصاً ان منطلقنا الكعبة المشرفة التي تُشع نوراً على كافة أرجاء المعمورة ومنهجنا ودستورنا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة واتم التسليم ، كما اتمنى على جامعاتنا أن تهتم بطلابها ودكاترتها ببناء الإنسان ديناً وخلقاً ووطنية وإن كان الحديث في هذا الشأن يطول ويحتاج إلى راصد للمعوقات الجامعية. واخيراً أتمنى أن يفعل دور الترجمة للابحاث العلمية خصوصاً الابحاث السعودية والتجارب المبتكرة والاختراعات مهما كان حجمها هذا المشروع العملاق الذي تبناه سمو سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين قبل عدة سنوات ونحن نعلم ان ما يترجم في عدة دول يتجاوز آلاف المطبوعات والدوريات والابحاث والعالم العربي بأسره لا يترجم الا بعض البحوث التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة في العام الواحد. وعلى الله قصد السبيل.