اتفق عدد من أصحاب الفضيلة حكام مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره في دورتها الثالثة والثلاثين على أن المسابقة أسهمت بفاعلية في إثراء التنافس بين ناشئة المسلمين كافة ووثقت عُرى التواصل فيما بينهم على اختلاف جنسياتهم ، ولغاتهم ، وأن المسابقة تشهد تطوراً ملحوظاً في الإعداد لها وفي نوعية المتسابقين عاماً بعد عام. وأكد أعضاء اللجنة في أحاديث لهم أن المسابقة تميزت على مدار أكثر من ثلاثين عاماً بحسن التنظيم ودقة التحكيم ، ضمن ضوابط ومعايير في غاية الموضوعية والشفافية ، بمشاركة دولية متنوعة. إثراء التنافس بداية يؤكد الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري عضو اللجنة أستاذ علم القراءات والتفسير في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: أن المسابقات القرآنية ازدهرت في العصر الحاضر ازدهاراً فائقاً، فأضفت على العمل القرآني صبغة مشرقة من ألوان عناية الأمة بكتاب ربها، روحِ حياتها ومشكاة حضارتها.. وأن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم أول مسابقة قرآنية تجمع بين الحفظ والتلاوة والتجويد والتفسير، وقد أتت لتسهم بفاعلية في إثراء التنافس بين ناشئة المسلمين كافة وتَصَافُحِ عُرى التواصل فيما بينهم مهما تعددت جنسياتهم، فمذ أشرقت شمس هذه المسابقة العالمية والمتسابقون يتنادون إلى المنافسة في مضمارها من شتى أنحاء المعمورة، وأمست مقصداً سامياً لعلماء القرآن العظيم. مشهد رائع أخاذ وأشار الشيخ سميح احمد عثامنة عضو اللجنة مدير التعليم الشرعي رئيس لجنة مراجعة وتدقيق المصحف الشريف في الأردن : إن المراقب والمتابع لهذه المسابقة خاصة ومثيلاتها من المسابقات القرآنية الدولية يجد بوناً واسعاً وأتوناً كبيراً بينهما ، وهو يرى ويتأمل كيف انطلقت مسابقة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وبدأ مستواها يعلو ويعلو وتسير بخطوات ثابتة راسخة ، وتسمو وتنتقل من نجاح تلو نجاح ،وغدت مؤخراً وقد بلغت ذروة المجد والتميز، وتألقت بثوبها القشيب وعهدها الميمون الجديد ، وتوّجت بعقدها في رحاب بيت الله الحرام وعلى مشهد رائع أخّاذ من الكعبة المشرفة ، مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ،ولا ريب أن المسابقة شهدت تطوراً ملموساً ، وتجديداً يسر الناظرين في فعالياتها وبرامجها وأنشطتها سيما عقد دورات تأهيلية وتدريبية للمحكمين من مختلف الأمصار، ومواكبتها لكل تقنية حديثة تخدم هذه المسابقة بأيد بيضاء سخية سحّاء تنفق كل غالٍ ونفيس في سبيل تحقيق أهدافها المنشودة، وبرعاية موصولة وعناية حثيثة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ،وهذه المسابقة المباركة تميزت بحسن التنظيم ودقة التحكيم ، ضمن ضوابط ومعايير في غاية الموضوعية والشفافية، بمشاركة دولية متنوعة ،وصلت ما بين مشارق الأرض ومغاربها ، وغدت مناراً تهوي إليه أفئدة الحفاظ المتقنين من كل حدب وصوب ويحدوهم الأمل المشاركة فيها ، وقد شحذت واستنهضت هممهم وأحيًت عزائمهم وأذكت فيهم روح التنافس في أعذب وأكرم كلام ، وأعز وأتم مقروء. تقييم المتسابق ورأى الحكم الأردني أن تقوم الأمانة العامة بالتعريف مسبقاً عن هذه المسابقة وتجلية الأسس والضوابط التي يتم من خلالها تقييم المتسابق ، وتزويد الدول المشاركة بذلك قبل اختيار مرشحيها،وهذا سيؤدي بإذن الله إلى شدة التنافس بين المرشحين وتلافي الضعفاء أو متوسطي الحفظ ، مع ضرورة إبلاغ كل جهة مشاركة بنتيجة ودرجات مرشحيها حتى تتعرف على نقاط الضعف وتلافيها مستقبلاً. متسابقون متميزون وقال الشيخ سعود بن عبدالعزيز الغنيم عضو اللجنة أستاذ القرآن الكريم وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض : إن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية من أقد م المسابقات القرآنية في العالم , وهي تشهد تطوراً ملحوظاً في الإعداد لها وفي نوعية المتسابقين الذين يدخلون مضمارها فقد عرفوا هم وبلدانهم التي رشحتهم أن تلك المسابقة ليست كالمسابقات الأخرى فهي تحتاج إلى متسابقين متميزين في جودة الحفظ والتلاوة قد خبروا المسابقات وعرفوها وعلموا مناهج التحكيم فيها وطرائق المحكمين في معرفة ما يُلحظ على المتسابقين التجويدية والإقرائية ،وما ذلك إلا لدقة القائمين على المسابقة في اختيار المحكمين واستجلاب البارزين منهم من أقطار العالم, لتخرج المسابقة إلى الناس وهي في أبهى حللها دقة في التحكيم وعدالة بين المتنافسين،وقد ظهر ذلك جلياً في المشاركين فأنت تلحظ بشكل واضح في المتسابقين على اختلاف ألسنتهم وألوانهم المراعاة التامة لقواعد القراءة والتجويد, وتجد التقدم يزداد عاماً بعد عام والإتقان يترقى سنة بعد سنة،وهذا فضل من الله وكرم منه سبحانه ومنة وتوفيق إلى خدمة كتاب الله والعناية بحفاظه. تسير في الاتجاه الصحيح وقال عضو لجنة التحكيم الدكتور لمات محمد المختار القاسم من موريتانيا: إن من تجليات حفظ الله لكتابه أن هيأ له من يربط الناس به تعلما وتعليماً مصداقاً لقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} صدق الله العظيم ، ومسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره مظهر من مظاهر حفظ الله لكتابه العزيز ، حيث ربطت الناس به فشجعت الناشئة على تعلمه ومعرفة تلاوته وتفسيره وربطت المشايخ بعلومه تعليماً وتصنيفا. أنموذج رائع وأكد الدكتور محمد طاهر حكيم عضو اللجنة رئيس قسم الشريعة (الفقه والأصول) بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان والخطيب بجامع الملك فيصل إسلام آباد: إن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية التي تقام منذ نحو ثلث قرن سنة حميدة وعمل طيب وأنموذج رائع للاهتمام الكبير بكتاب الله العظيم من ولاة أمر هذا البلد المملكة العربية السعودية وهي صورة مشرفة من صور العطاء المتواصل لهذا البلد المتميز بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي يبذل بسخاء في كل ما من شأنه خدمة الدين، ورفعة الأمة، وحفظ كتاب الله وإتقانه، والوقوف على معارفه في العالم كله، ولاشك أن رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذه المسابقة وتشجيعه لها واهتمامه بها ودعمه المتواصل لها ما يؤكد إدراكه حفظه الله لحسن آثارها وعظيم فوائدها وطيب ثمراتها من تشجيع الناشئة على التنافس في حفظ كتاب الله العزيز وإجادة تلاوته وفهم معانيه ومراميه، والتخلق بأخلاقه وآدابه. مقترحات جديدة وهنأ الدكتور محمد طاهر حكيم ولاة أمر المملكة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذين شرح الله صدرهم لهذا العمل الجليل والسنة الحميدة والشرف العظيم، فهم يُغبطون عليه كما جاء في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار”. تنافس متزايد ورأى الأستاذ الدكتور عماد بن زهير حافظ عضو لجنة التحكيم أن التنافس في حفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره هو من أفضل العبادات لله تعالى ابتغاءً للخيرية في الدنيا والآخرة :( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) والحافظون للقرآن العاملون به هم أهل الله وخاصته ، فهنيئاً للمتسابقين العاملين بهذا الشرف وهذا الفضل ، هذا وإن هذه المسابقة العالمية الدولية التي تحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ورحمه رحمة واسعة تشهد تنافساً متزايداً بين المتسابقين لما للارتفاع الملاحظ على مستويات المتسابقين عاماً بعد عام ، وخصوصاً بعد أن وفق القائمون في إقامة مرحلة تمهيدية للمتقدمين للمسابقة قبل البدء في الفعاليات النهائية لها وذلك بلا شك أضفى جوّاً من التنافس وارتفاع مستوى المتسابقين. تغطية إعلامية أما الشيخ صادق صديق زاوية عضو لجنة التحكم النيجيري عضو هيئة التدريس بمركز الدراسات الإسلامية بجامعة عثمان بن فودى نيجيريا فقال : إن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية مدرسة كبيرة لتوحيد كلمة المسلمين شرقاً وغرباً ، جنوباً وشمالاً وتحفيز لهمم الشبان إلى حفظ كتاب الله ، وإتقان تلاوته وتجويد حروفه وتفسيره ، وهي منذ تأسيسها عام 1399ه، وجدت القبول من جميع الدول الإسلامية حتى عمت العالم كله ، ولا تكاد تجد قطراً من أقطار الأرض إلا وتقام المسابقة فيه. ولا شك أن هذه المسابقة تخرج منها نخبة من القراء ، وأنا ولله الحمد واحدٌ منهم ، لأنني شاركت فيها عام 1418ه وحصلت على المركز الأول في الفرع الثاني ، فجزى الله مؤسسها خير الجزاء آمين.