التطورات العسكرية الأخيرة في اليمن تعتبر تطورات سلبية بلاشك بعد أن اشاع التوقيع على المبادرة الخليجية أجواء من التفاؤل بانتقال اليمن من حالة الصدام إلى حالة الوفاق. ونأمل أن يكتمل تشكيل الحكومة التي كلف زعيم المعارضة باسندوة بتشكيلها بأسرع ما يكون لأن تشكيل الحكومة خطوة من شأنها أن تعيد الثقة المفقودة في الشارع .. وأن تعطي أولى الاشارات بأن المبادرة الخليجية في طريقها إلى التنفيذ. ولكن قبل أن ترى الحكومة النور فإن الجهات القائمة بالأمر يتوجب عليها أن تحرص كل الحرص على الاستقرار وعدم الاستفزاز. فما جرى في الأيام الماضية كان كافياً لأن ينسف المبادرة الخليجية وعندئذٍ سيدخل اليمن في نفق يصعب الخروج منه .. فليس من المنطق أن تتواصل الجهود من أجل التوافق على تشكيل الحكومة وترى في الوقت نفسه القصف على أشده وترى تساقط الضحايا من المدنيين. إذن وطالما أن نائب الرئيس عبدربه منصور هادي يتمتع بصلاحيات كافية فعليه أن يبادر إلى اتخاذ كل ما من شأنه تهدئة الوضع .. وفي المقابل على المعارضة ايضاً أن تتجه أكثر نحو الاستقرار وتشكيل الحكومة .. خاصة وأن الرؤية تبدو متقاربة بين المؤتمر الشعبي العام الحاكم وبين أحزاب اللقاء المشترك المعارض.