استطاعت مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا أن تثبت بأعمالها ومنجزاتها المتلاحقة كل عام أن عزيمة رجالها وقدرات أبنائها وبناتها قادرة على اجتياز الحواجز وقهر الصعاب وأن منتسبيها ومنتسباتها لن يكونوا يوما ما وحدهم في حمل المهمة فهناك مجلس إدارة داعم ومساند ومطوفات وبنات مطوفين قادرات على تقديم عطائهن ونقل صورة جيدة عن المرأة المكية عامة والمطوفة خاصة ودورها في خدمة الحجيج. وحينما تلقيت الإصدار الخاص للجنة النسائية التطوعية عن موسم حج 1432 ه وجدت أن ثمة عطاء قدم وجهداً بذل من قبل سيدات تطوعن لخدمة ضيفات الرحمن دون النظر إلى عائد مادي أو مكسب اجتماعي وهو مايؤكد على أن المرأة باتت اليوم عنصرا فاعلا في المجتمع وأن أدوارها وان أخذت في الاتساع فإنها عادت لادوار سابقة كانت تؤديها في زمن الطوافة الفردية . واستطاعت بإصرارها أن تحفظ مكانتها وتسجل مشاركتها في خدمة ضيوف الرحمن لا بشكل روتيني يعتمد على التدوين بالسجلات بل بقوة وتأثير. وان كانت هناك من إشادة تذكر للمرأة المكية فإنني أجد أن المجال وان كان واسعا لذكرها فان المساحة المخصصة لي بالعزيزة “ الندوة “ لاتسمح بذلك لكنني أقول ومن واقع تجربة أن نسائية مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا استطاعت أن تعيد لأذهان الكثيرين دور المطوفات وزوجات المطوفين وبنات المطوفين في خدمة ضيوف الرحمن في وقت شاركن فيه باستحياء ببعض مؤسسات الطوافة ولم ينلن حقهن من العمل فيما غاب وجودهن في البعض الآخر فهل خدعن زمن الانتخابات بعبارات إفساح المجال أمامهن للمشاركة في العمل خلال موسم الحج ؟ والوعد بإنشاء شركة تغذية خاصة بهن ؟ لقد تحول الوعد إلى مجرد فرقعة انتخابية غابت مع الجلوس على الكراسي فغابت مشاركة المطوفة وغابت معها لجنتها النسائية السابقة ولم تظهر شركة التغذية. إن نجاح أي عمل يعتمد على المصداقية في القول والفعل وتقبل الرأي والرأي الآخر وهو ما رأيناه ماثلا في مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا التي أدرك مجلس إدارتها أنه لابد من إفساح المجال أمام المطوفين لتطوير أدائهم والارتقاء بخدماتهم والبعد عن لغة الإدارة المركزية والموافقة المسبقة لأي عمل يقدم. ومثل هذه الخطوة شجعت مكاتب الخدمة الميدانية للعمل على التفكير بشكل جدي وإفراز ما لديها من أفكار تطويرية وأعمال إبداعية فظهرت مراكز إرشاد التائهين كمراكز لتقديم خدمة إنسانية لضيوف الرحمن تتولى مهمة إيصال الحجاج التائهين لمساكنهم دون النظر إلى جنسياتهم كما يقول المطوف عبدالعزيز سراج محمد حسين رئيس مكتب الخدمة الميدانية رقم “ 2 “ . وبرنامج “ الرفادة الخاصة “ للحافلات المتعطلة الذي يتمثل دوره في ايصال للحجاج في الحافلات أثناء تعطلها بالطرقات ليكون رفادة للحاج وسقاية له. وبين أعمال تطورت وأخرى استحدثت نظر مطوفو جنوب آسيا الى أدوارها فوجدوا أنها متعددة الشعاب فقدموا بدعم مجلس إدارتهم وجهودهم أعمالا يشكرون عليها فبرز المطوف السيد عبدالقادر بن محمود بن عبدالرحمن مسكي رئيس مكتب الخدمة الميدانية رقم “ 94 “ بنموذج آخر لعطاء المطوفين وحرصهم على خدمة ضيوف الرحمن من خلال تكفله بطباعة مجموعة كبيرة من ترجمة معاني القرآن الكريم ( جزء عم ) باللغة البنغالية وتوزيعها على الحجاج بالمجان إضافة إلى تكفله بتشكيل لجنة نسائية متطوعة ومستقلة بالمكتب وتعيين ابنته رئيسة لها لتكون مهمتها الالتقاء بالحاجات داخل مساكنهن بمكة المكرمة ومخيماتهن بالمشاعر المقدسة والحديث معهن والتعرف على احتياجاتهن والإجابة على أسئلتهن وتنظم زيارات لهن للأماكن التاريخية والأثرية والمنجزات الحضارية وهي خطوة أكد من خلالها المكتب وغيره من مكاتب الخدمة الميدانية بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا أن الإدارة الفاعلة حينما تمنح الآخرين فرصة العمل دون قيود واشتراطات وقرارات وحسميات فإنها تمنحهم الفرصة للإبداع في تطوير الأعمال واستحداث أعمال أخرى.