نفت الخرطوم اتهامات الأممالمتحدة لها بشن غارات جوية على مخيم ييدا للاجئين في جنوب السودان، وهي اتهامات ناقشها مجلس الأمن وأكدت واشنطن صحتها. وقال رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان هيرفيه لادسو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول المسألة إن البعثة الأممية تأكدت من إلقاء القوات المسلحة السودانية قنبلتين على المخيم الواقع في جنوب السودان (مع خسائر غير معلومة). وقالت رئيسة البعثة الأممية هيلدا جونسون –من خلال تدخل عبر الفيديو- إن قنبليتن سقطتا داخل المخيم وثلاثا أخرى سقطت خارجه, مضيفة أن مسؤولا جنوبيا تحدث عن إمكانية إلقاء قنابل أخرى يوم الجمعة، وهو ما تسعى البعثة للتحقق منه. ونفت الخرطوم هذه الاتهامات، ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح قوله (ليس صحيحا على الإطلاق مهاجمة أو قصف معسكرات لاجئين في دولة جنوب السودان). وأضاف أن (الحديث المتزايد عن مزاعم بقصف سلاح الطيران السوداني للمتمردين في النيل الأزرق وجنوب كردفان هو محاولات تقوم بها الجماعات التي درجت على مناصرة ودعم التمرد لتحريض المجتمع الدولي على الاستماع لمطالبهم بفرض حظر طيران لحماية مواقع تجمعات المتمردين). وأكد مروح أنه (في حقيقة الأمر لا توجد معسكرات لجوء لسودانيين في دولة جنوب السودان، وهي لا تعدو كونها تجمعات أو معسكرات للمتمردين). وكان السفير السوداني لدى الأممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان قد نفى حصول أي قصف للمخيم من قبل القوات السودانية، مؤكدا أنه مجرد (افتراءات), ومضيفا أن التقارير الإخبارية التي تحدثت عن الغارة (طبختها) وسائل إعلام تدعم المتمردين المناهضين لحكومة السودان. غير أن السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس جددت إدانة واشنطن للهجوم التي وصفته بالمشين, مضيفة أن نفي السفير السوداني للهجوم أمام جلسة مجلس الأمن (كذب صارخ). وقالت رايس إنها طلبت من الخرطوم وقف جميع أشكال العمليات العسكرية ضد جنوب السودان, ودعت حكومة جوبا إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء (استفزازات) شمال السودان. وقالت مصادر دبلوماسية إن مجلس الأمن دعا خلال مشاورات مغلقة إلى بذل المزيد من الجهود لنزع فتيل التوتر المتصاعد بين الخرطوموجوبا.