نفت الحكومة السودانية أن تكون قواتها العسكرية قد قصفت معسكرات اللاجئين في دولة الجنوب، وقال المتحدث باسم الخارجية العبيد أحمد مروح "مع تأكيدنا على عدم القيام بأي أعمال عدائية ضد جنوب السودان، إلا أنه ينبغي أن يكون واضحاً عدم وجود معسكرات لجوء لسودانيين في دولة الجنوب، وهي لا تعدو كونها تجمعات أو معسكرات للمتمردين" وأضاف "هذه الحقيقة يسهل تأكيدها بواسطة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة". ومن جهتها أعربت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس عن قلق بلادها العميق إزاء التوتر المتصاعد بين السودان ودولة جنوب السودان. وقالت في كلمة أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في السودان "نحن ندين بأقوى المعاني الممكنة القصف الجوي الذي قام به الشمال على أهداف في جنوب السودان وخصوصا القصف الذي استهدف مخيم عايدة للاجئين الذي يضم أكثر من 20 ألف شخص وبشكل متكرر خلال فترة عدة ساعات". وأضافت أن هذه الأنباء أكدها ممثل الأممالمتحدة في جنوب السودان وأكدها العاملون في مفوضية المنظمة الدولية للاجئين. ودعت رايس الطرفين في الوقت الراهن إلى التزام ضبط النفس وطالبت حكومة الخرطوم بوقف القصف والاعتداءات فورا. وقالت "في هذه اللحظة على الطرفين أن يظهرا أقصى درجات ضبط النفس وأولا يجب على حكومة السودان أن توقف كل الاعتداءات ضد الجنوب فورا، وأيضا يجب على الجنوب أن يلتزم الحكمة وضبط النفس لأن استئناف النزاع الكامل بين الطرفين لا يخدم مصالح أي أحد ويضع مستقبل البلدين في خطر شديد". في غضون ذلك ردّ قادة المتمردين الجنوبيين على الاتهامات التي وجَّهها لهم رئيس الجنوب بتلقي دعم من الخرطوم، وقال الفريق المنشق جورج أطور "سلفا كير يعلم كيف نحصل على السلاح، وكنا قادة جمعنا الميدان سوياً" وزاد بقوله "خرجنا من الجيش الشعبي بسلاحنا وعتادنا، ولا أعلم عن أي دعم خارجي يتحدثون". ولفت أطور إلى اعتزامهم شن هجوم على منطقة وصفها بالاستراتيجية دون أن يكشف عنها، كما أكد أن قواته تحاصر بانتيو عاصمة ولاية الوحدة من كل الاتجاهات. من جهة أخرى اتهمت منظمة العفو الدولية الحكومة السودانية باعتقال ناشطين سياسيين وتعذيبهم، وقالت المنظمة في بيان أصدرته صباح أمس "قامت الحكومة السودانية باعتقال أكثر من 100 شخص في الخرطوم وضواحيها في أكتوبر الماضي وحده لأسباب سياسية، وأعلن عدد كبير من الذين اعتقلوا تعرضهم للتعذيب ولأنواع أخرى من سوء المعاملة في الاعتقال".